هل ينجح تحالف “التيار و أمل”؟
مَن يتابع حجم التصـــــعيد السياسي والاعلامي بين التيار الوطني الحر وحركة امل يتبين له ان امكانية حصول تحالف انتخابي بينهما مستحيلة،
لا بل ان تلاقيهما في هذه الدائرة او تلك بسبب حلفهما المشترك مع الحـــــزب ليس امرا بسيطا بل دونه تعقيدات كبيرة.
لكن الحـــــزب يجد بدوره ان عدم حصول هكذا تحالف سيكون مضرا للغاية بالحسابات الكبرى، اذ ان التيار الوطني الحر بحاجة للتحالف مع الثنائي الشيعي في عدد من الدوائر للحفاظ على واقعه النيابي خصوصا انه خسر حلفاء كثرا في السنوات الماضية.
من هنا، يبدو ان الحـــــزب هو الاكثر اهتماما بتصحيح مسار العلاقة بين حلفائه خلال مرحلة قريبة، تمهيدا للاستحقاق النيابي الذي يسعى خلاله،
ليس للحفاظ على حليف مسيحي قوي فقط، بل للاحتفاظ بالاكثرية النيابية وتكريس الواقع النيابي بتوازناته الحالية.
بحسب مصادر مطلعة فإن تقريب وجهات النظر بين الطرفين كان حتى فترة قريبة مستحيلا، في ظل السقف المرتفع للتيار الوطني الحر الذي جعله محرجا بشكل كبير امام جمهوره وغير قادر على القيام بأي استدارة بحجم التحالف مع امل.
لكن الايام الماضية شهدت بوادر تسوية بين الطرفين، لم تكتمل خيوطها بعد، لكنها ترتبط بالازمة الحكومية من جهة وبأزمة قانون الانتخاب وطعن التيار بالتعديلات وبتحقيـــــقات المرفأ من جهة اخرى، اذ وجد الطرفان ان لديهما مصالح مشتركة يمكن التفاهم عليها.
تقول المصادر ان السعي اليوم هو لاتمام التسوية بشكلها النهائي والتي قد تؤدي الى قبول طعن التيار وتصويت المغتربين للنواب الستة في الدائرة ١٦ مقابل تسهيل التيار لعملية تفعيل المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء ما يسهل حل الازمة الحكومية.
وترى المصادر ان الوصول الى مثل هذه التسوية سيفتح شهية الحـــــزب من اجل الدفع بإتجاه تسوية اكبر بين حلفائه،
تطال قضايا اخرى منها التحالف في الانتخابات النيابية المقبلة والاتفاق على شكل المرحلة التي تلي الانتخابات…