هل “سنة المستقبل” تنقذ جنبلاط من حصـــــ.ــاره
لم يترك عزوف الرئيس سعد الحريري مشهداً سلبـــــ.ــيّاً على المعادلة السياسيّة فقط، لا بل ترك حليفه رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط وحيداً، ومحاصراً في كل الدوائر التي يخوض فيها الانتخابات من “الثنائي الشيعي”،
وصولا إلى “التيار الوطني الحرّ” ورئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، ورئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان.
ولعلّ من شأن هذا الحصار، أنّ يُحجّم كتلة “اللقاء الديمقراطي” وخصوصاً بعد طلب الحريري من تيار “المستقبل” بعدم المشاركة في المعركة الانتخابيّة.
فوجد جنبلاط نفسه وحيداً، إلى جانب “القوات اللبنانيّة”، علماً أنّ الصوت السنّي كان يعطي لوائحه المتحالفة مع الحريري الحواصل الانتخابيّة.
ولعلّ أوّل مقعد إنتخابيّ مرشّح أنّ يفقده جنبلاط هو في دائرة بيروت الثانيّة، الذي يشغله حاليّاً النائب فيصل الصايغ. وتجدر الاشارة إلى أنّ الاخير نال في انتخابات العام 2018، ما مجموعه 1900 وصوتان فقط،
مكّنته من الفوز. علماً أنّ الاصوات السنّية التي قاربت الـ57 ألفا، هي التي أمّنت الحواصل الستة للائحة التي ترأسها الحريري. كذلك، فإنّ كلّ مرشّح ينال أصوات طائفته التفضيليّة.
ومن المؤكّد أنّ التواجد الخجول لـ”التقدمي” في “بيروت الثانية”، لن يُؤمّن فوز الصايغ هذه المرّة. في المقابل، فان “الحـــــ.ــزب”، ومعه “حركة أمل” سيستغلان الفرصة السانحة بغياب “المستقبل”، لتوسيع تمثيلهما النيابي السنّي والمسيحي في هذه الدائرة، التي غاب فيها مرشحو “القوات” في الانتخابات السابقة.
توازياً، ورغم كل ما يُشاع أنّ النائب وائل أبو فاعور بخـــــ.ــطر، إلا أنّ الـ10677 صوتاً التي نالها عام 2018، مع زيادة عدد المقترعين الدروز، ستُمكّنه من الفوز في 15 آيار.
فالحاصل الانتخابي كان 10822، ومع انخفاض المقترعين السنّة، من المرجّح أنّ ينخفض. وصحيح أنّ تيار “المستقبل” والنائب هنري شديد أعطيا اللائحة حوالى 18500 صوتاً وأكسباها حاصلين، إلا أنّ “التقدمي” قادر وحيداً، أنّ يربح بأبو فاعور،
علماً أنّ اللائحة التي تنافسه قوّية جدّاً، وستضمّ الوزير السابق حسن مراد (والده النائب عبد الرحيم مراد نال عدد الاصوات الاعلى في الانتخابات السابقة مع 15111 صوتاً)،
بالاضافة إلى نائب “التنميّة والتحرير” محمد نصـــــ.ــرالله ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي. لكّن المفاجئة التي يحكى عنها ،
هي أنّ ينال المرشّح الدرزي الدعم من “الثنائي الشيعي” للفوز على أبو فاعور، وبالتالي إفقاد جنبلاط المقعد الدرزي، وإعطائه مقعداً سنّيا أو مسيحيّاً في المقابل. ويرى مراقبون أنّ هذا مستبعد،
فمثلا نال خصم أبو فاعور، فيصل داود عام 2018، 2041 صوتاً، أي أنّ الاوّل نال 5 أضعاف أصوات الثاني.
كذلك، الاصوات التفضيليّة تُرجّح كفة أبو فاعور بالفوز. ويُضيف مراقبون أنّ “الثنائي الشيعي” لن يُفرّط بمراد أو نصـــــ.ــرالله أو الفرزلي، والمغامرة لكسر جنبلاط في البقاع الغربي.
في الاطار عينه، فإنّ الانتخابات في دائرة جبل لبنان الثالثة، وتحالف جنبلاط مع “القوات”، ستُمكّن لائحتهما بالفوز بحاصلين، مع أرجحية في المقعد الدرزي، وآخر ماروني. كذلك،
تجدر الاشارة إلى أنّ النائب هادي أبو الحسن نال أيضاً حوالي 6 أضعاف مرشح “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحرّ” في انتخابات الـ2018. والنتيجة ستكون شبه قريبة في الـ2022.
أمّا معركة جبل لبنان الرابعة، فستكون غير تقليديّة مرّة جديدة، والخـــــ.ــطر يكمن بحسب مراقبين، بانسحاب “المستقبل” (النائب محمد الحجار نال حوالى 10 آلاف صوت وغطاس خوري حوالى 5 آلاف صوتٍ)،
والتنازل عن حاصلٍ إنتخابيٍّ لمصلحة لائحة ارسلان – وهاب – الوطني الحرّ. وأيضاً، يتخوّف جنبلاط من تزايد نفوذ المجتمع المدني، وإمكانيّة خرق لائحته والفوز بحاصلٍ.
ويُشير مراقبون إلى أنّ من نتائج غياب الصوت السنّي “المستقلبي” أنّ يضع أي مرشّح درزي على لائحة “التقدمي” في دائرة الخـــــ.ــطر، ولعلّ أبرزهم فوز وهاب على النائب المستقيل مروان حمادة.
والجدير بالذكر أنّ الاوّل نال 7340 صوتاً تفضيليّاً، متخطيّاً حمادة (7266 صوتاً) عام 2018.
بالاضافة إلى ذلك، يخوض وهاب الانتخابات المقبلة في لائحة قوّية، مع ارسلان و”التيار”، وهي ستساعده وستعطيه فرصة كبيرة للفوز هذه المرّة.
وفي المقلب الاخر، فإنّ نجح المجتمع المدني بتأمين حاصلٍ إنتخابيٍّ، فمن المرجّح أنّ يربح المقعد السنّي من لائحة جنبلاط، أو مقعدا مارونيّا من اللائحة المقابلة.
إذاً، من المرجّح مع انسحاب الحريري من الانتخابات، وتأثير الوضع المعيشي والاقتصادي، وأيضاً الاصطفافات الحـــــ.ــزبيّة أنّ يخرج جنبلاط أقلّه خاسراً نائبين درزيين، على أنّ ينخفض عدد نوابه إلى 7،
بانتظار بلورة مشهد التحالفات، وترشّح نواب “المستقبل” التقليديين من خارج دعم تيارهم، وترقّب نسبة المشاركة السنّية.
ويبقى السؤال، هل يناصر سنّة “التيار الازرق” جنبلاط،
ويقطعون الطريق أمام “الثنائي الشيعي” وحلفائه، أم يلتزمون بقرار المقاطعة، وتقديم الاكثريّة النيابيّة من دون معركة لفريق الثامن من آذار؟
كارل قربان_لبنان 24