هل حسم التيار الاتجاه شرقا
من الواضح ان اللجنة المكلفة تعديل وتطوير وثيقة التفاهم بين الحزب و”التيار الوطني الحر” تعطي نتائج ايجابية، اذ ان التطور الواضح في خطاب الطرفين يوحي بأنهما يصلان الى قواسم مشتركة كثيرة.
لكن الاهم في كل ما يحصل هو انتهاء شبه الكامل، للتمايز الذي كان قائما من جانب التيار تجاه الحزب ومواقفه، اذ يبدو بشكل واضح ان التيار تخلى عن مناورته السياسية السابقة وعاد للالتصاق بحليفه.
وتعتقد مصادر مطلعة ان هذا الامر يعود بشكل اساسي الى يأس التيار من اي تقارب مع الاميركيين، حتى ان التيار ابقى على نافذة امل كبيرة بعد العقوبات الاميركية على رئيسه جبران باسيل بإعتبار ان العقوبات التي فرضت بالسياسة تلغى بالسياسة وكان يأمل ان تزيل ادارة بايدن ما فرضته ادارة ترامب لكن الامر لن يحصل.
وتلفت المصادر الى ان الامر دفع باسيل للتمسك بتحالفه مع الحزب اذ لم يعد هناك اي دافع للتمايز الشكلي، كما ان تراجع شعبية التيار وتكتل القوى السياسية ضده يجعله اكثر حاجة لحلفه مع الحزب ولغطاء حارة حريك السياسي.
من هنا، وبحسب المصادر ، ظهرت بالتوازي، عملية اخذ الحزب جانب الرئيس ميشال عون بالكامل في الشأن الحكومي، وعودة “التيار” الى تموضعه القديم الى جانب الحزب.
وتذكر المصادر بخطاب ١٣ تشرين الاول عام ٢٠١٩ الذي اعلن فيه باسيل انه سيقلب الطاولة على الجميع، عندها كان القصد انه لن ينتظر اجماعا في مجلس الوزراء بل سيتجه شرقا في السياسة ويبدأ التواصل مع دمشق لحل قضايا كبرى منها قضية النازحين.
وتشير المصادر الى ان التيار اليوم ليس بعيدا عن هذا التوجه، لكن في المنحى الاقتصادي، اذ ان التيار يتجه ليكون على استعداد كامل للتجاوب مع الحزب في قضايا التوجه نحو الصين اقتصاديا وحتى التعاون مع سوريا وايران والعراق، ولعل الايجابية التي اظهرها التيار بعد خطاب الامين العام للحزب الاخير، توحي بأنه اكثر انفتاحا من السابق حتى في القضايا الاشكالية.