مكننة إخراجات القيد شمالاً مشكلة وليست حلّاً

لا إخراجات قيد في أقلام النفوس في الشمال، وبطبيعة الحال في أقلام نفوس عكار، والسبب هذه المرّة، انقطاع الكهرباء والإنترنت وليس فقدان الورق. في المقابل، ترتفع أصوات المخاتير وكذلك المواطنين، فما هي الحكاية؟
بعد أزمتي الطوابع وأوراق إخراجات القيد التي حلّتها وزارة الداخلية بالهروب إلى الأمام وابتكار فكرة إخراج القيد المُمَكنَن، للهروب من تأمين الأوراق ورمي المشكلة على الإنترنت، ومع أنّ مطلب مكننة سجلات النفوس لطالما كان مطلب المخاتير لتسريع معاملات المواطنين، إلا أن في بلد مثل لبنان، جاء هذا الحل ليشكّل مشكلة إضافية كما يحصل في قلم نفوس ببنين- العبدة في عكّار مثلاً، ولم يأتِ استجابة من وزارة الداخلية للمطالب.
قلم نفوس ببنين – العبدة المخصّص لعشرات القرى والبلدات من وسط وساحل وجرد القيطع ومنطقة السهل، استمرّت معاناته حتى بعد إعتماد المكننة، لا بل زادت. فعملية إخراج قيد من الكمبيوتر عبر الـ printer وإدخال المعلومات على الجهاز بحاجة إلى كهرباء. وفي ظلّ الإنقطاع المتواصل للتيار والنقص الحادّ في مادة المازوت الذي تعاني منه عكّار، فلا إخراجات قيد في المدى المنظور حتى تحلّ مشكلة الكهرباء (دولة أو إشتراك خاص) بتأمين المازوت، ومن ثمّ حلّ مشكلة بطء شبكة الإنترنت أيضاً.
يصل الطلب على إخراجات القيد من أقلام النفوس ذروته مع انطلاق موسم المدارس. ولمّا كانت عملية تسجيل المعلومات ونقلها من السجلّات إلى النظام الإلكتروني تستغرق أكثر من ساعة، صارت إمكانية تأمين حاجات المواطنين من إخراجات القيد صعبة، زِد على ذلك النقص في أعداد الموظفين (4 موظّفين في قلم نفوس العبدة لعشرات القرى وآلاف المواطنين). وجلّ ما فعلته وزارة الداخلية في هذا الشأن أنّها أزاحت المشكلة من حضنها ورمتها عند المخاتير وأقلام النفوس لـ”يدبّروا حالن”.
رئيس اتّحاد روابط مخاتير عكّار مختار ببنين زاهر الكسّار قال لـ”نداء الوطن”: “طالبنا في السابق بالمكننة لأنّها الحل الأمثل. كانت أوضاع الكهرباء والتقنين مقبولة ولم تكن هناك أزمة مازوت، لكن حالياً المازوت غير متوفّر والتقنين زاد أضعافاً، والمشاكل في قلم نفوس ببنين – العبدة تضاعفت”.
ودعا الكسّار وزارة الداخلية إلى “العودة لقرار تعبئة إخراجات القيد باليد، مع الحفاظ على قرار المكننة ريثما تتأمّن الكهرباء بشكل أفضل”. وشدّد على أنّنا بحاجة إلى تيسير أمور الناس على أبواب المدارس لا الى عرقلتها، أو أن تقوم الوزارة بتأمين مولّدات لأقلام النفوس والمازوت ضمن فترات الدوام لتسهيل معاملات المواطنين”. وسأل: “إذا كان نواب بيروت وجدوا حلّاً لأقلام نفوس بيروت، فأين نواب عكار من هذه الخطوة”؟
وفي قلم نفوس العبدة موظفة واحدة مسؤولة عن بصم الهويات، وتعاني هي الأخرى من انقطاع الكهرباء خلال تأدية عملها. ويتساءل المواطنون الذين ما عاد باستطاعتهم عدّ الأزمات والمشاكل اليومية: “لمَ الحاجة لإخراج قيد جديد عند كل معاملة طالما معنا هوية رسمية ولماذا كل هذه المعاناة”؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!