مطر لـ”النهار”: على كرامي البحث عن الانقاذ الحقيقي لطرابلس لا التزعم السياسي على بعض النواب
لبحث عن محاولة هادفة لبلورة اجتماعات تنسيقيّة بين برلمانيي طرابلس لأهداف مجتمعيّة ومناطقية، هو بمثابة اختصار للمشاورات التي يعقدها النائب إيهاب مطر حاليّاً بما في ذلك اللقاء الذي جمعه والنائب أشرف ريفي في مرحلة تحديات كثيرة على النطاق اللبنانيّ. وكان هذا المقترح قد بدأ العمل عليه في حزيران 2022 حيث اتخذ النائب مطر مبادرة نيابية استطاع على أثرها أن يجمع النواب اللبنانيين المنتخبين عن مدينة طرابلس، قبل أن يغيّر بتّ الطعن الانتخابيّ في النتيجة النيابية وعدم موافقة النائب فيصل كرامي على حضور الاجتماعات ثم لحقه بعض البرلمانيين الذين رفضوا استكمال انعقاد الاجتماعات ما بعثر الشمل حينذاك. هل يمكن أن تصل المساعي التي يستكملها مطر إلى نتيجة في المرحلة الحالية؟
في خضمّ العمل على تحريك أروقة مبادرته النيابية بعد خفوت الاجتماعات في مرحلة سابقة، يقول النائب إيهاب مطر لـ”النهار” إنّ “جميع النواب كانوا أعربوا عن ارتياحهم لحضور اللقاءات التي عقدت بادئ ذي بدء انطلاقاً من المبادرة التي عملتُ على إطلاقها لجمع نواب المدينة تحت هدف خدمة أهالي طرابلس بعيداً من الاختلافات السياسية في ما بينهم. لكن بعد الطعن الانتخابيّ في طرابلس والتغيير الذي طرأ على المقاعد النيابية في المدينة، امتنع النائب فيصل كرامي عن حضور الاجتماعات لرفضه الجلوس مع عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب الياس الخوري، رغم أنّه كان يحضر لقاءات اللجنة وإيّاه، التي كانت تعقد سابقاً في محاولة لرأب الصدع مع “القوات اللبنانية” حينذاك”.
وإذ أكّد فيصل كرامي قبل أسبوعين إيمانه باجتماع نواب طرابلس وأنّه يحضّر اقتراحاً في الصدد من دون أن يشمل الياس الخوري، فإنّ خطوة كهذه إن كانت استكمالاً للمبادرة الأساسية، لا بدّ من أن تكون بحسب النائب مطر “على تناسق مع الإطار الذي نشأت من أجله. وكان كرامي قد حاول أن ينظّم مناسبة دعا خلالها نوّاب المدينة للعشاء، فيما تغيّب 3 برلمانيين عن الحضور، قبل أن يصدر بيانٌ عن نوّاب حاضرين حول الوضع الأمنيّ وأهمية حفظه في المدينة، وكأنّه شكّل بمثابة إيحاء في أنّ النواب الذين تغيّبوا عن الحضور لم يتجاوبوا مع فحوى تلك المناسبة ولا يريدون حماية الأمن في عاصمة الشمال”.
وهل اقتراح كرامي انعقاد اجتماعات بين النواب الطرابلسيين يأتي لمزاحمة الطرح الأساسيّ الذي كان نظّمه مطر قبل سنوات؟ لا يحبّذ إيهاب مطر الاعتقاد بوجود استهداف مباشر له، لكنّه يردف أنّ “فيصل كرامي يحاول استحضار تاريخ عائلته في طرابلس، لكنّ المبدأ التقليدي ليس موجوداً حاليّاً وبات لا بدّ من التأقلم مع التطوّر السياسيّ والبحث عن الإنقاذ الاقتصاديّ والمجتمعيّ، لا أن يحاول كرامي التزعّم السياسيّ على بعض النوّاب في مدينة تهترئ أو بحثه عن فرض أعراف لا تلقى تحبيذاً لدى المواطنين الذين يبحثون عن حلول معيشية”.
يستكمل مطر مبادرته الهادفة إلى تأمين الالتقاء بين نوّاب الفيحاء للاعتناء في شؤون المواطنين وتضميد شجونهم مع تحضيراته للتواصل مع جميع برلمانيي المدينة وتحديد الزمان والمكان المناسبين لإعادة ترتيب اللقاءات بغضّ النظر عن اكتمال الانعقاد الحضوريّ من عدمه، ذلك أنّ حراك مطر لن يتوقّف حتى وإن برزت محاولات تبتغي العرقلة. ويبقى احتمال انقسام الاجتماعات بين فئتين نيابيّتين طرابلسيّتين ممكناً، فيما ثمة من يطرح استفهامات حول ما إن كانت تباينات مماثلة ستؤدّي لانقسامات برلمانية طرابلسية على طريقة فريقي 8 و14 آذار سابقاً.
وفيما يسعى حراك مطر لحلّ مشاكل أساسية والبحث عن الإنماء على مستوى عاصمة الشمال وتنظيم فرص العمل في القطاعات والموانئ التي في استطاعتها استيعاب الموظفين، فإنّ محاولاته لن تتوقّف، بحسب تأكيده، بحثاً عن أهداف يمكن إنجازها على نطاق الحجر والبشر. في استنتاج مطر انطلاقاً من نظرته الهادفة للإنقاذ في طرابلس، إنّ “الوضع رغم سوداويّته، لكنّ القطاع الخاص قادر على المساعدة في إنماء المدينة مع حدّ أدنى من الأمن والاستقرار الماديّ والنقديّ، من دون أن يعني ذلك إمكان أن ينوب عن الدولة اللبنانية. وإن كانت التحديات صعبة، لكن ذلك لا يلغي إمكان بلورة حلول إذا تغيّرت الأوضاع الحالية”.