لبنان انفـــــجار من الداخل او انفراج من الخارج
لا يحتمل لبنان ترف الانتظار بعدما وصل وضعه حد الاختـــــناق، من هنا ليس من مهل مفتوحة أمام الطاقم السياســـــي حتى إنجاز تشكيل الحكومة أو غيرها من الاستحقاقات داهمة،
في ظل تسابق محموم بين اشـــــتعال لبنان بأزمـــــات الرغيف والدواء والمـــــحروقات أو الحد من التدهور عبر تفاهم دولي لم تنضج ظروفه حتى الساعة.
تشير معطيات أولية عن سعي الحـــــزب لاستدراك الموقف وعدم إحراق ورقة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي لكونها الفرصة الأخيرة.
التي ينبغي استغلالها قبل التشظي الشامل، من هنا برزت محاولات خرق الجدار السميك وإزالة العوائق أمام تشكيل حكومة متوازنة.
المحاولات المستجدة تصب في مجال المباغتة وتفكيك العقد الواحدة تلو الأخرى في ظل ظرف ضاغط، لكن رغم ذلك لا يمكن تفكيك العقدة الأساس المتمثلة بالثلث المعطل بسهولة كما يظن البعض.
نظرا لارتباطها الوثيق بحسابات فريق الرئيس عون التي تتحاوز نهاية العهد الحالي وبالتالي مطلق إتفاق سياســـــي .
انطلاقا من ذلك ، تجد أوساط سياسيـــــة بأن مقاربة فريق العهد تتجاوز محاولة لجم التدهـــــور الى محاولة النقاش في تفاصيل مرحلة ما بعد نهاية عهد الرئيس عون،
خصوصا في ظل فتاوى دستورية غب الطلب تفيد عن عدم إمكانية تجيير صلاحيات رئاسة الجمـــــهورية إلى حكومة تصريف أعمال، ما يعني حكما التمديد المقنع لرئيس الجمهـــــورية.
ما سبق لا يعني تحميل فريق سياســـــي منفردا تبعات الانفـــــجار الشامل، بقدر مسؤوليتـــــه الظرفية عبر تمسكه بالسلطة رغم كل المصائب و النكبات،
لذلك تبدو الصورة متناقضة بين تبعات الخـــــراب الاخير أو التسليم بواقعية سياســـــية نتيجة حـــــرب الاستنزاف التي استهلكت الصف السياسي الأول في لبنان و مرشحة لتنسحب على الوزراء و النواب وحتى الاحـــــزاب و النقابات.
بناء عليه، يرصد الوسط السياســـــي في لبنان تعامل الإدارة الأميـــــركية الجديدة مع لبنان ومتابعة التطورات في الإقليم وصولا حتى أفغانســـــتان،
فمن الواضح حتى الساعة بأن حالة التجاذب الأمـــــيركي مع إيـــــران لا تزال قائمة رغم اقترانها بمحادثات فييـــــنا ، في حين بان السباق محموما بين الطرفين حيال لبنان.
إيـــــران لن تتخلى عن الورقة اللبنانية وأميـــــركا بالمقابل ليست بوارد التنازل بسهولة وبالتالي لا بد من تفاهم مشترك لم تنضج ظروفه بعد…