لا عـــ.ــلاج ولا دواء واعكتـــ.ــظاظ داخل سجن رومية… “مأســـ.ــاة تبكي الحجر”

كتب موقع بي بي سي:
في سجـــ.ــن رومية الشكوى واحدة على لسان الجميع: غياب الدواء والرعـــ.ــاية الصحـــ.ــية.
وقال أحد السجناء: “إذا مرض السجـــ.ــين لا يجد حبة دواء. قد يحتـــ.ــضر من الألم وليس من علاج”.
وتفاقمت مشكلة الأدوية والعلاج في السجـــ.ــن منذ أكثر من عام. في السابق كانت طبابة السجـــ.ــناء على نفقة الدولة. ولكن مع الارتفاع الهائل في أسعار الدواء وبعد رفع الدعم عنها،
لم تعد الدولة قادرة على تأمين كلفة العلاجات، وبدأت تظهر الوصفات الطبية ممهورة بجملة “على نفقة ذويه”- أي أنه يُطلب من ذوي السجـــ.ــين تأمين الأدوية له.
أمام هذا الواقع يبقى كثيرون عاجـــ.ــزين عن تأمين الأدوية، في وقت يحاول السجناء في بعض الحالات جمع ثمن الدواء بينهم لتأمينه لسجين زميل.
أما إدارة السجن فتحاول البحث عن مصادر بديلة للأدوية، من بينها الجمـــ.ــعيات الأهلية والهبات.
وتابع سجين آخر: “نعتمد بشكل أساسي على الأدوية التي تصلنا من الصليب الأحمر ومن الجمعيات الإنسانية، والكميات التي تصل تنتهي بسرعة كبيرة.
الدولة غير قادرة على فعل شيء. إذا مرض أحدهم، نجمع الأموال في ما بيننا، كل حسب قدرته وندفع بالنيابة عنه”.
وفي الوقت الذي بدا فيه أن مرضـــ.ــى السرطـــ.ــان ومن يحتاجون لغسيل كـــ.ــلى، لا يزالون يتلقون علاجـــ.ــاتهم، إلا أن أي شيء آخر مرتبط بالطبابة من عمليات وصور أشعة وغيرها، لم يعد ممكناً إلا للسجـــ.ــين الذي يدفع ثمن علاجه بنفسه.
“نشكي للقوى الأمنـــ.ــية، فيبكون لنا”
ذكر قائد سرية السجـــ.ــون المركزية، العقيد ماجد الأيوبي، أن “لا شك أن الوضع الاقتصادي العام ينعكس على السجن.
فإذا كنا نحن كقوى امنـــ.ــية نعاني في المستشفيات للحصول على الخدمات الطبية K فما بالك بالسجـــ.ــين الذي كان يعتمد بالكامل على الإدارة لتغطية نفقات علاجه وباتت غير قادرة على ذلك”.
وعن العلاقة بين السجـــ.ــناء والقوى الأمـــ.ــنية وإذا ما كان السجناء يخبرونهم بالمشاكل التي يعانون منها. فكان الجواب: “الواقع أننا نشكي لهم، فيبكون لنا”،
والمقصود هنا أن حال بعض السجناء قد يكون أفضل من حال القوى الأمـــ.ــنية التي كانت في السابق تعتبر أنها وعائلاتها مؤمنة ومضمونه طبياً، لتجد بعد الانهـــ.ــيار أن الحال تغيّر بالكامل.
الاكتظاظ كبير
في الزنازين يتكدس السجناء فوق بعضهم. ويجلسون على الركبتين لضيق المساحة، مرصوصين الواحد بجانب الآخر.
فبحسب معايير حقوق الانسان، يُفترض أن يكون العدد الإجمالي للسجـــ.ــناء في سجن رومية بمبانيه كافة، ألفا وخمسين سجـــ.ــيناً. اليوم، عدد السجناء هناك بحدود أربعة آلاف سجـــ.ــين.
ويقر العقيد الأيوبي بأن “حالة الاكتظاظ في السجـــ.ــن تنعكس على كافة أوضاع السجـــ.ــناء، من المنام إلى وضعهم الاقتصادي والصحي وغيره”، ولكن الأمر ليس بيده أو بيد قوى الأمن الداخلي معالجته.
فهناك أسباب متعددة لهذا الاكتظاظ من بينها البطء في المحاكمات. فأغلبية السجـــ.ــناء موقوفون وليسوا محكومين بعد.
بعض الذين التقيناهم ينتظرون منذ سنوات البتّ في قضاياهم التي قد تكون عقـــ.ــوباتها القصوى سنوات سجن هي أقل مما قضوه حتى الآن وراء القضبان.
هذا غير السجـــ.ــناء الذين يقضون سنوات طويلة من عمرهم مسجـــ.ــونين ثم يصدر حكم براءة بحقهم.
ثم هناك قضـــ.ــية المحكـــ.ــومين بالمـــ.ــؤبد، غير المحدّد بعدد معيّن من السنوات كما هو الحال في معظم الدول، وبالتالي لا سقف لبقائهم في السجن.