كتاب مفتوح الى الدكتور حسان دياب
بقلم: صفوح منجّد
رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي
الدكتور حسّان، أخاطبك بهذا اللقب إعتقادا مني أنه صفة أكاديمية نلتها بجدارة ليس إلآ ، وأسألك هل ما تزال مؤتمنا على مقدرات البلاد والعباد وسط إجماع أهل الرأي والناس أنّ إئتمانك قد تلاشى بفعل ما أصاب ويصيب لبنان من تدهور وإنهيار وإزداد بؤسا وشقاء منذ تسلمك مركزك حيث تراكم فشلك على الرغم من فترات السماح التي طالبت بها والتي زادت عن مئتي يوم ولا يبدو حتى الآن أي بصيص بأنك قد نجحت في تحقيق أي أمر يستحق الذكر بإستثناء المزيد من الأزمات المعيشية والحياتية والإقتصادية والمالية وربما كل النواحي التي يعيشها اللبناني اليوم.
هل وصل إلى سمعك أنّ لبنان يعيش الآن في أزمة كهرباء خانقة يلف البلد من أقصاه إلى أقصاه ومن ساحله إلى جبله وربما مع إستثناءات هنا وهناك مفصّلة على قياس بعض القوى التي تتمتع بفائض القوة أو السلطة؟، وإلآ ما معنى أن تستمر معزوفة وزير الطاقة في حكومتك الغرّاء ومنذ الشهر تقريبا يعد اللبنانيين بأنّ البواخر قادمة دون أن يحدد التاريخ أو أنها ستبدأ بتفريغ حمولتها غدا دون تحديد أي غد؟.
ألم تفاجأ بأنّ كل ماجرى هو للتعمية عن طريقة التوزيع والسرقة وتسهيل تمرير كميات المشتقات النفطية إلى خارج الحدود لتبقى أزمة الكهرباء على حالها بل لتزداد تدهورا بشكل لم يعرفه لبنان حتى خلال حرب السنتين؟.
هل تدري أو سمعت أنّ الكهرباء مقطوعة عن طرابلس بشكل كامل منذ عشرة أيام أو أكثر ويشمل ذلك معظم مناطق الضنية وعكار بإستثناء دقائق قليلة لا تزيد عن 60 دقيقة تتزود خلالها مدينة طرابلس بالكهرباء مرة في اليوم أو كل يومين؟.
هل وصلتك أخبار تكدّس العائلات في التبانة وفي المناطق الشعبية بطرابلس وفي هذا الطقس الحار في غرفة واحدة وقد يزيد عدد افرادها عن عشرة أشخاص بين طفل وشاب ورجل وإمرأة وكهل ولا تستغرب فإن بيتهم هو غرفة واحدة؟.
أنا أدرك أنه ليس المهم أن تسمع هذه الأمور بل أن تشعر بها وأنت نزيل السرايا بعد أن أقفلت شقتك وربما تتهيأ لإعداد مطالعة قضائية لتطلب من الدولة ، بعد حين، بدل إنهاء خدماتك إذا حانت ساعة إستقالتك على غرار التعويض الذي طالبت به بعد إنتقالك من وظيفتك الأكاديمية؟.
هل تدرك كيف إستعدّت عائلات طرابلس لعيد الاضحى دون طعام وطبعا دون كهرباء والأطفال نسوا فرحة العيد وثياب العيد وألعاب العيد والأسواق فرغت من زوارها فليس في الجيوب مال لشراء أي شيىء والمحلات هي الأخرى فرغت من محتوياتها وأغلقت أبوابها نهائيا وزاد في الطين بلّة أن عطلا في وزارة المال حصل للمرة الأولى وللمفارقة في عهدك وكان من شأنه تأخر قبض المتقاعدين رواتبهم إلى ما بعد العيد؟!
هل علمت أن التهريب إلى خارج الحدود قد بدأ يطال المواد الغذائية المدعومة؟ وإذا كانت الحال عكس ذلك فبفعل من تمّ سكوتك؟ هل الأمر يتعلق برغبة منك أم بإيعاز من المعاونين والمستشارين المحيطين بك ويملون عليك أفكارهم وآراءهم الفذّة!.