فرنجية يخوضها نيابية بنكهة رئاسية
لا تزال الأمور على غموصها لناحية حتمية اجراء الانتخابات النيابية في منتصف أيار المقبل او إرجائها لاشهر قليلة، في حين بدأت تتسل إلى الكواليس نقاشات تتعلق بالاستحقاق المقبل بين فرضيات متعددة تنطلق من شكل المجلس النيابي وتوزيع مقاعده.
من البديهي اعتبار دائرة الشمال الثالثة عتبة رئاسية فائقة الأهمية، على الرغم من تركيز “التيار الوطني الحر” على مقعد البترون بكونه التحدي المصيري لرئيس التيار جبران باسيل،
غير انه لا قيمة رئاسية له طالما ان الإنجاز يكمن بتحصيل مقاعد في الدائرة المسيحية الابرز خارج قضاء البترون. ولعل الأهم عند باسيل قدرته على مقارعة “القوات اللبنانية “في بشري و”المردة” في زغرتا.
في المقابل يسعى رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى التمدد شمالا خارج الدائرة المذكورة ، في ظل حرص القوات اللبنانية على “تلوين” كتلتها “،
فلا ضير قواتيا بانضمام مرشح عكار وسام منصور من صلب الحـــ.ــزب الشيوعي على الرغم من صعوبة تسويقه لدى القواعد الحزبية ، وكذلك الأمر في طرابلس حيث يخوض الانتخابات ايلي خوري كونه ابن حي السيدة في القبة من صلب المجتمع الطرابلسي المتنوع.
بالمقابل ، رغم الطابع المحلي لزعامة سليمان فرنجية وحصرها في زاوية زغرتا، تشير المعطيات إلى كونه الاكثر تقدما في دوائر الشمال الثلاث، نظرا لكون تياره السياسي شمالي الهوى و تلتف حوله شرائح تتخطى الطائفة المسيحية، ما يجعله يخوض الاستحقاق بنكهة رئاسية طاغية.
يعزو مراقبون تقدم فرنجية في بداية الحملات الانتخابية كونه ابن الشمال بإمتياز ، وقضى طفولته في طرابلس ثم انطلق بعمله السياسي و التنظيمي من الكورة والبترون و عكار، وبعد إتفاق الطائف لمع نجمه بكونه أصغر الوزراء سنا العام 1992،
ليصبح في ما بعد رقما صعبا في المعادلة السياسية ، وتثقله التجارب المتعاقبة ليصبح مرشحا اكيدا عند موعد الاستحقاق المقبل.
هنا يستذكر مراقبون ، قدرة سليمان (بيك) على التقاط الفرص وبراعته في استشراف المستقبل والاقدام على خطوات جريئة ، ففي العام 1989 أنشأ مكتب الشباب في تيار المردة واستضاف مخيم الشباب العالمي في ربوع اهدن تحت شعار “سلام لبنان سلام العالم” بينما كانت جولات القتال العبثي تعصف بارجاء لبنان،
ثم عمد إلى حماية ” المؤسسة اللبنانية للارسال”LBC عند دخول سمير جعجع السجن وكانت خطوة متقدمة لعدم كسر المسيحيين حينها.
اما اليوم، وفي ظل الانهيار الكبير يخوض سليمان فرنجية التحدي الأصعب في حياته السياسية، ليس لكونه من المرشحين لرئاسة الجمهورية، بقدر العمل على إخراج لبنان من الحفرة ووضعه على سكة التعافي ،
لذلك تتمظهر الانتخابات النيابية لكونها الأساس الذي سينطلق منه فرنجية مرشحا رئاسيا في الاستحقاق المقبل مع ما يحمل ذلك من بوادر معارك طاحنة.
مصباح العلي_لبنان 24