عيد البشارة يجمع اللبنانيين مريم أم الجميع
في عيد بشارة مريم العذراء، الذي أصبح يومًا وطنيًا، يجتمع اللبنانيون، مسلمون ومسيحيون ، وهم على ثقة بأن صلاتهم المشتركة إلى من ذكرها القرآن الكريم ثلاثين مرّة دون سائر نساء العالمين، وهي أصفاهن، وإلى “مسكن الله”، ستكون مستجابة، وهم يعانون ما يعانونه نتيجة إنكفاء عدالة الارض، ولم يعد لهم ملجأ سوى عدالة السماء.
في هذا اليوم تلتقي الصلوات وتتعانق آذان الصبح مع صوت الأجراس القديمة علّ السماء ترأف بهذا الشعب، الذي لم يعد له سوى الدعاء، بعدما سُدّت في وجهه سبل الخلاص الأرضي.
يلتقي الإسلام والمسيحية في حدث البشارة لمريم العذراء عند ظهور الملاك جبرائيل عليها وتبشيرها بحبلها بالمسيح من الروح القدس. الرواية ذكرها القديس لوقا في الإنجيل (1: 26-37)، وفي القرآن الكريم، سورة آل عمران (44-48)، مع بعض الفوارق.
ففي سورة آل عمران 44، وردت الآية الآتية “اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح، عيسى ابن يا مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين. الآية نفسها ذكرها لوقا1: 26-33 في انجيله “اُرسل جبرائيل الملاك من لدن الله… الى عذراء مخطوبة على رجل اسمه يوسف… وقال لها:
السلام لك يا ممتلئة نعمة، الرب معك… لقد وجدتِ نعمة عند الله، فها انتِ تقبلين حبلاً وتلدين ابناً. وتدعين اسمه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب الى الأبد، ولا يكون لملكه انقضاء“.
وفي مثال مشترك آخر ورد في سورة آل عمران، 46 الآية التالية: “قالت: ربِّ أنّى يكون لي ولد، ولم يمسّني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء، اذا قضى امراً فانما يقول له كن فيكون”.
الآية نفسها ذكرها لوقا 1: 34-35، 37 في انجيله “قالت مريم للملاك: كيف يكون هذا، وانا لا اعرف رجلاً؟ فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يأتي، وقوّة العلي تحلّ عليكِ، لذلك فالمولود منك قدوس، وابن الله يُدعى… لانه ليس عند الله امر عسير“.
إنه يوم التلاقي للتعبير عمّا يجمع بين اللبنانيين من صِلات تميزّهم عن غيرهم من شعوب الأرض، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين.
ففي الغرب المسيحي قلما يسمع المسيحي آذان المؤذّن، صبحًا وظهرًا ومساء، تدعو إلى الصلاة والفلاح. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المسلم في البلاد، التي ليس فيها إختلاط أو عيش مشترك، فهو لا يسمع، كما يسمع المسلم اللبناني، أصوات أجراس الكنائس.