طرابلس تستنجد “بالتصفيح” والقوى الأمنية تتحرك…
لم تعد ظاهرة التصفيح في طرابلس مختصرة على فروع المصارف بل بدأت تمتد وتتفشى في المدينة كوسيلة من وسائل حماية المؤسسات والمحلات التجارية بعد شيوع فلتان غير مسبوق لحالات السرقة والسلب.
وهذه الظاهرة مستجدة لم تعرفها طرابلس من قبل وربما لم يعرفها لبنان حتى في احلك الظروف المعيشية والمحن التي مرت على لبنان. حتى صارت مشاهد بعض الشوارع عبارة عن صفائح معدنية خشية الاعتداء على هذه المحلات واحراقها.
وقد علق بعض الطرابلسيين على هذه المشاهد من الصفيح المعدني بأن مجهولاً قاتماً ينتظر المدينة وتساءل البعض عما اذا كانت هذه المشاهد تؤشر الى ما تنتظره البلاد وعما اذا كانت بالتالي مؤشرات الى توسع دائرة الفوضى والفلتان الامني نظرا لحجم الاعتداءات التي حصلت وعمليات التخريب مما قدم انطباعا أن الوضع الامني قد انهار وتجاوز القدرة على الضبط والسيطرة لانه لم يسلم فرع من فروع المصارف من ايدي العابثين كما لم تسلم محلات تجارية ومؤسسات عامة وخاصة.
من يتجول في شوارع طرابلس يلاحظ ورش التصفيح مع تداول الاوساط الشعبية عمليات سرقة ونهب في هذا الحي وذاك الشارع ومعظمها يسجل ضد مجهول وكأن المرتكبين اشباح وتذهب المدينة باتجاه فقدان الامان وكأنها على أبواب حرب تعيد الذاكرة الى محنة 75. علما ان نجاح الأجهزة الامنية والجيش في توقيف بعض المرتكبين والعابثين ادى إلى ارتياح شعبي عام. لكن التخوفات ما زالت قائمة وعمليات السرقة ما تزال مستمرة وواقع المدينة لا يبشر بنهاية الازمات لان المطلوب حسب مراجع طرابلسية اجراءات استباقية تمنع وقوع الاحداث واتخاذ سبل الحزم والشدة في التعامل مع المرتكبين والعابثين بأمن المدينة الاجتماعي والاقتصادي لان مظاهر التصفيح توحي بفقدان الامن والأمان وتؤشر الى غياب الثقة والاطمئنان. وهذا ما لا يريح المواطن ولا زوار المدينة وبخاصة ان مدخل المدينة بات مشوها للغاية وكئيباً نظرا لحجم الخراب في ساحة عبد الحميد كرامي بعد ان كانت ساحة مزينة تضفي على المدينة اجواء الفرح فتحولت الى ساحة مدماة.
كذلك يترك اقفال اهم المؤسسات والمحلات التجارية في المدينة اثرا سلبيا عند المواطنين الذين اعتبروا ان مدينتهم باتجاه الانعزال بعد ان كانت تعتبر من اهم المدن اللبنانية بأسواقها ومحلاتها المتنوعة التي كانت تفتح ابوابها لكل المناطق اللبنانية واللافت ان بعض هذه المحلات التي اقفلت في طرابلس ما تزال تعمل بوتيرة جيدة في اقضية شمالية كانت تعتبر بالنسبة لهم منذ سنوات مدينة طرابلس الشريان الاهم لكل سكان القرى والبلدات.