طرابلس تحصد الحصة الأكبر من المشاريع التركية.. وجديدها غدا…
لم يسبق أن تم الإضاءة على المشاريع التركية التي نفذت في طرابلس او تلك التي هي قيد التنفيذ، وذلك لإعتبارات ربما تتعلق بالجهة المانحة التي تفضل العمل بعيدا عن الضجيج الإعلامي، رغم أهمية المشاريع المطروحة والتي سيصار الى بدء العمل ببعضها خلال فترة قربية.
مشاريع كثيرة نفذت في طرابلس، منها إنمائي ومنها اجتماعي، وان كان التركيز التركي دائما على المشاريع التي تساهم في إحياء المعالم الاثرية الكثيرة التي تختزنها طرابلس، إنطلاقا من قناعة بأن اعادة الحياة الى هذه المعالم من شانه ان ينشط الحركة الاقتصادية في المدينة ويوفر فرص عمل ويسهم في التخفيف من البطالة .
بعد الضجة الإعلامية التي اثيرت خلال الايام الماضية حول الأهمية التراثية لمحطة القطار في الميناء، وبعد المعلومات المتضاربة حول نية الحكومة اللبنانية تشغيل سكة القطار، وصل الى لبنان مدير عام التراث الثقافي والمتاحف في وزارة الثقافة والسياحة التركية مع وفد مرافق له، وذلك لتوقيع اتفاقية تقضي بترميم محطة سكة القطار في الميناء مع وزارة الأشغال العامة، ضمن مشروع كان أعد له مسبقا ويشمل اعادة تأهيل مباني المحطة التاريخية تمهيدا لفتحها امام الزوار والسياح.
هذا المشروع على أهميته بالنسبة لابناء طرابلس، ليس الوحيد الذي سيوقعه الوفد الزائر، بل هناك ايضا مشروع تأهيل الجامع المعلّق، ومبنى الخانقاه في طرابلس، وهو سيوقعه مع دار الفتوى.
هذه المشاريع التي تستهدف الجانب التراثي والتاريخي في طرابلس، سبقها مشاريع كثيرة منها ترميم ساعة التل والتكية المولوية والجامع الحميدي وغيرها من المشاريع، كما اوضح لـ”سفير الشمال” رئيس لجنة الاثار والتراث في بلدية طرابلس الدكتور خالد تدمري فقال: “ان تركيا تولي طرابلس اهتماما كبيرا نظرا للتقارب الكبير في التاريخ والعادات والتقاليد ولصلة القرابة مع العديد من العائلات الطرابلسية”.
واضاف: “لقد أطلقنا عدة مشاريع تتناول القطاعين التراثي والاجتماعي، وكان باكورتها اطلاق مشروع دفن الموتى مجانا حيث حصلنا على سيارتي اسعاف مخصصتين لنقل الموتى وتغسيلهم، مقدمتين من اتحاد بلديات تركيا، وقريبا سوف يتم وضعهما في الخدمة، وهناك مشروع بناء سراي طرابلس العثماني بديلا عن مشروع مرآب التل، والذي سيعوضنا عن خسارة مسرح الانجا ايضا، وسيكون معلما تاريخيا مهما، وسيصار الى تأهيل محيطه، وهذا المشروع الممول من اتحاد بلديات تركيا ومن بلدية اسطنبول الكبرى، تم منذ فترة موافقة الحكومة اللبنانية عليه، وتم إرساله الى الحكومة التركية للبدء بالخطوات العملانية”.
وقال تدمري: “من موقعي ايضا كرئيس للجمعية اللبنانية – التركية، هناك تنسيق دائم مع وكالة التنمية والتنسيق التابعة للحكومة التركية “تيكا” التي بات لها مكتب في لبنان وقد نفذت العديد من المشاريع، واليوم هي بصدد استحداث حديقة الإخوة اللبنانية – التركية في الضم والفرز بطرابلس، وحديقة الشهداء المشتركين في القبة، فضلا عن استكمال المرحلة الثانية من التكية المولوية وتشمل متخف الصوفية، اضافة الى تأهيل غرفة الأثر الشريف في المسجد المنصوري الكبير”.
وختم: “إن تأهيل محطة القطار سيشمل كل المباني والسكك وستكون هناك دراسة شاملة لتحويله الى متحف وواحة تضم حديقة ومقاهي، وكل ذاك بتمويل من وزارة الثقافة التركية التي سمحت القوانين المستحدثة لها قبل عام بتنفيذ هكذا مشاريع خارج تركيا وبعد البلقان كان اول بلد عربي هو طرابلس”.
عمر إبراهيم