شرطان من المجتمع الدولي لمساعدة لبنان ولهذا دخلت روسيا بقوة على الخط

ومع أن شكل التركيبة الوزارية الذي يتراوح بين تأليف حكومة اختصاصيين لمهمة محددة وتكنو سياسية تجمع القوى والأحزاب الرئيسية، لا يزال محط خلاف بين القائمين على عملية التشكيل بالإضافة إلى حجم الحكومة (18 أو 20 وزيراً) وتوزيع الحقائب الوزارية وفقاً للأحجام، غير أن الجزء الخفي من العقبات التي لا يزال يمنع الاتّفاق على الحكومة، وهو برنامج عملها السياسي الذي ما زال محط أخذ وردّ في كواليس الطبخة الحكومية.

شرطان سياسيان

فبحسب مصادر سياسية مطّلعة تحدّثت لـ”العربية.نت” فإن المجتمع الدولي يشترط على حكومة الحريري أمرين أساسيين إذا التزمت بهما يُفتح لها باب المساعدات التي هي بأمسّ الحاجة إليها.

الشرط الأوّل، إحياء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل برعاية الأمم المتحدة كخطوة أساسية تمهيداً لبدء مرحلة التنقيب عن الغاز في مقابل ترسيم الحدود البرية مع سوريا ونشر الجيش على طول السلسلة الشرقية بهدف ضبط التهريب على أنواعه. 

أما الشرط الثاني، بحسب المصادر فيكمن في “إيجاد آلية معيّنة لضبط سلاح الحزب في الداخل اللبناني، خصوصاً صواريخه الدقيقة.

فقد أبلغ الجانب الإسرائيلي روسيا رفضه أن يتحوّل الحزب إلى “حوثي لبنان” يُرسل كل يوم المسيّرات ويُطلق الصواريخ، وإلا فإن لبنان سيُدمّر فوق رؤوس شعبه.

من هنا يُفهم هدف الدخول الروسي على خط ملف لبنان، حيث شكّلت موسكو مطلع الأسبوع محجّاً للزوّار المعنيين، أوّلهم وفد من الحزب برئاسة رئيس الكتلة النيابية النائب محمد رعد ثم وزير الخارجية الإسرائيلي غابي اشكنازي.

 ورقة روسيا البيضاء

فعشية توجّه اشكنازي إلى موسكو، كان لافتاً الغارات التي شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي ضد مواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني والحزب في سوريا، في رسالة روسية على شكل “ورقة بيضاء” لإسرائيل، من أجل ضرب القواعد الإيرانية في سوريا.

وعليه، أوضحت المصادر “أن الجانب الروسي كُلّف دولياً برعاية وضعية الحزب في سوريا وضمان عودته إلى لبنان والانخراط في الحياة السياسية شأنه شأن الأحزاب الأخرى بعيداً من تأثير وهج سلاحه على الاستحقاقات الداخلية.

 الشرطة الروسية

كذلك، أبلغت موسكو وفد الحزب الذي زارها مطلع الأسبوع أن طبخة التسوية في سوريا استوت ولن يكون لإيران أي دور فيها، وأن الشرطة الروسية ستضمن ضبط الحدود من الجولان إلى دمشق لمنع أي خرق أمني“.

ضغط فرنسي-روسي

بالتوازي مع الدخول الروسي القوّي على خط الأزمة اللبنانية، وتحوّلها مقصداً للزوّار المعنيين، حيث من المُرجّح أن يحطّ فيها الرئيس سعد الحريري الأسبوع المقبل بعد أن كان التقى وزير خارجيتها سيرغي لافروف أثناء زيارته إلى أبوظبي الأسبوع الماضي، هناك ضغط أوروبي، وتحديداً فرنسي على عملية تسريع تشكيل حكومة مهمة والمتوقّع أن يُترجم بعقوبات على المسؤولين اللبنانيين، وهو ما ألمح إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقوله “إن زمن اختبار المسؤولية قد اقترب من النفاد وسنحتاج في الأسابيع المقبلة، بوضوح شديد، إلى تغيير مقاربتنا ونهجنا“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!