دريان في ذكرى المولد النبوي الشريف: أهل طرابلس والشمال هم الأشد اضـــ.ــطرابا وهم يقبلون على المـــ.ــوت بنفسية ما هو أشـــ.ــد من المـــ.ــوت واليـــ.ــأس”
وجه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وجاء وفيها:
“الحمد لله الذي أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى والحق المبين، نحمده سبحانه على إسباغه النعم ، وإغداقه العطايا والمنن”.
وأضاف: “تسرنا ذكرى المولد النبوي، لما تتضمنه من أحداث حبيبة إلى قلب كل إنسان محب للطفولة وبراءتها، وعزيزة عليه الرسالة التي حملها صلى الله عليه وسلم في كبره، لسلامة الإنسانية وسلامها”.
وتابع: “أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، نحن اليوم وفي ذكرى البشير والنذير، نشعر بمسؤوليات رسالة الرحمة، التي بلغنا إياها صاحب الخلق العظيم ، صاحب أخلاق الرأفة والرحمة، نسير بسيرته، ونتخذ أخلاقه، وبأخلاق المسؤولية في يوم المولد الشريف، نجد أنفسنا متوجهين إلى جمهور المسلمين، وكل اللبنانيين، بشأن ما حصل ويحصل في الشأن الوطني، ولا هم إلا الاستحثاث على العمل معا،
من أجل استنهاض الوعي لدى كل المتصدرين للعمل العام بالضرورات التي تفرضها التحديات التي تكاد تدمر السلم الأهلي ، وبقاء النظام والدولة”.
وأردف: “انطلاقا من هذا الإحساس بالمسؤولية، وضرورات التعاون والتضامن، قمنا بدعوة السادة النواب إلى دار الفتوى ، للتشاور بشأن مواصفات الرئيس الجديد ،
وتجنب الفـــ.ــراغ الذي يزيد من الاضطـــ.ــراب في المؤسسات الدستورية ، ويزعج الشركاء المسيحيين أشد الإزعاج .
وقد قيل الكثير الكثير عن الاجتماع بدار الفتوى ، ويبقى لنا وللسادة النواب الالتقاء للتشاور في شأن عام يهم كل المواطنين ، ويهم أشقاءنا العرب ، وأصدقاءنا في العالم”.
وأكد أنه “قبل اجتماع دار الفتوى وبعده ، لا نشعر بالرضا عن مسار الأمور فيما يتعلق بهذا الملف ، إذ يبدو أن معظم العاملين في الشأن العام ، يستسلمون للفراغ المفروض ، كما حصل في السابق، من أجل الإرغام على الذهاب في النهاية ، باتجاه المرشح المعين .
وهذا توجه لا ينافي الديمقراطية وإرادة اللبنانيين فقط ؛ بل ويكرر أيضا مسارا أدركنا جميعا سوءه وشره”.
وتابع: “إن الذي يحصل مع الرئاسة ، حصل مثله وأكثر مع رئاسة الحكومة، ونتابع ما يحصل الآن ، بل ومنذ أشهر، في تعذر إقامة حكومة جديدة، والتشكيك في مشروعية الحكومة القائمة، أو في قدرتها على ممارسة صلاحياتها، وبدلا من فراغ واحد في الرئاسة ، يصبح هناك فراغان ، في الرئاسة وفي الحكومة .
المواطنون الطيبون يعتبرون أنه بدأ عهد اللادولة . وهذا صحيح، لكن الصحيح أيضا أن هناك من ينفرد بالتخطيط والإدارة وممارسة التعطيل. نعم ، هناك إدارة خفية . ونحن لا نرى خيرا ولا فائدة في الإدارة الخفية ،
فهي ما أسهمت في حل الأزمات التي كانت أحد أهم أسبابها ، وهي تفعل ما تشاء دون أن تكون مسؤولة أمام الرأي العام ؛ بل المسؤولون رسميا هم الذين لا يملكون القيام بشيء في الحقيقة.
فلندع هذه الازدواجية المدمرة ، ولتكن عندنا حكومة جديدة ورئيس جديد أو يحكم الطرف إياه وحده مع المطبلين والمزمرين ، لكن ينبغي أن يكون مسؤولا اليوم وغدا أمام اللبنانيين”.
وقال: “إن الذي أود مصارحة اللبنانيين به ، أن همنا الأول ، هو الأزمة الاقتصادية والمعيـــ.ــشية التي تحدث اضطـــ.ــرابا هائلا ، دون أن يبدو أفق لأي حلول .
واللبنانيون جميعا مضطـــ.ــربون تحت وطأة ذلك. لكن أهل طرابلس والشمال ، هم الأشد اضـــ.ــطرابا، وهم يقبلون على المـــ.ــوت بنفسية ما هو أشـــ.ــد من المـــ.ــوت واليـــ.ــأس”.
وختم: “نسأل الله سبحانه وتعالى، أن يضيء قلوبنا جميعا بنور المحبة والسكن والتسامح والسكينة ، وأن يوفقنا جميعا للعمل الخالص والمخلص ، من أجل سلام وسلامة واستقرار واطمئنان وطننا لبنان. كل عام وأنتم بخير – وكل عام وحب محمد يجمعنا”.