حركة معدومة في أسواق طرابلس عشية الأضحى لا كهرباء ولا زبائن
يصادف يوم غدٍ الثلثاء أول أيام عيد الأضحى المبارك؛ وهو موسم ينتظره تجار طرابلس بفارغ الصبر لا سيما في آخر أسبوع قبيل العيد؛ فتتحرك فيه العجلة الإقتصادية لا سيما في أسواق بيع الملبوسات وتوابعها.
لكنّ الحركة التي كانت تحصل في المواسم السابقة لم تجد لها طريقاً اليوم. عيدٌ بأي حال عدت يا عيد؟ لعلّ هذه العبارة اليوم،
تختصر كل المشهد وكل شيء يحصل في أسواق طرابلس وفي لبنان بشكل عام وفي مناطق الشمال بشكل خاص.
ولعلّ جولة في أسواق طرابلس تظهر الأوضاع التي وصلت إليها من ركود في حركة العمل وانعدام شبه كلي بحركة البيع والشراء؛ وغياب الزبائن أو ندرتهم في المحلات.
شارع عزمي العريق وسوقه، وهو من أهم الأسواق في المدينة وكان يعجّ بالحياة في مثل هذه الأيام؛ خصوصاً في آخر يومين يسبقان أي عيد لا سيما عيدي الفطر والأضحى.
في السابق كنت تمر في هذا الشارع فلا تجد مكاناً لتضع رجلك فيه كما يقال، وذلك من شدة زحمة الناس التي ترغب بشراء حاجياتها على أبواب العيد.
هذا الأمر أصبح من الماضي، بينما الأوضاع في شارع عزمي قبيل الأضحى اليوم، هي عبارة عن حركة معدومة،
لا بيع فيها ولا شراء ولا حركة زبائن على أرصفة الشارع دخولاً وخروجاً؛ من محلات الألبسة الموجودة على طرفي الشارع. لقد اشتاق أصحاب المحلات إلى حركة الزبائن وملّوا الإنتظار،
لكن الناس هذه الأيام لا تجد المال لتأكل وإذا ما وُجد القليل منه، فإن المفاضلة بين المأكل والملبس في هذه الظروف الصعبة، ستُحسم بلا شك لأجل إطعام العيال وتأمين قوتهم.
وكما هو حال شارع عزمي فكذلك حال باقي الشوارع والأسواق في مدينة طرابلس، إذ ان جولة في شوارع قاديشا ونديم الجسر والضم والفرز وكذلك سوق البازركان وأسواق طرابلس الداخلية،
حيث الحركة شبه معدومة، وسط انقطاع للتيار الكهربائي ومولدات الإشتراك أيضاً، وارتفاع كبير في درجات الحرارة؛ والأسواق شبه فارغة من روادها.
رئيس جمعية تجار شارع عزمي ومتفرّعاته طلال بارودي قال لـ”نداء الوطن”: “لم يمرّ علينا في حياتنا كتجار وأصحاب محلات عيد مثل هذا العيد وأيام مثل هذه الأيام،
بدءاً من ارتفاع سعر صرف الدولار الذي أطاح بقدرة الناس الشرائية وقدرة التجار على الصمود، مروراً بمشكلة انقطاع الكهرباء والمولدات لعدم توفر مادة المازوت”.
أضاف: “يا للأسف؛ ليس أسوأ من هذا الموسم الذي نحاول فيه قدر الإمكان إنارة السوق والمحلات؛ ولكن هناك أزمة كبيرة وهناك شحّ غير مسبوق، الله يفرجها على الناس وعلينا”.
وكأنّ الناس اختفت من الأسواق ومكثت في بيوتها بانتظار الفرج. الأوضاع المادية والمعيشية صعبة على الجميع وارتفاع الأسعار حرم كثيرين من الأعياد وبهجتها؛
وحرم التجار في الأسواق من فرصة الأعياد التي لطالما كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر من أجل تعويض الخسائر التي كانوا يتكبّدونها في الأوقات السابقة.
كتب مايز عبيد