حبس انفاس في الربع ساعة الاخيرة الحكومة على نار التسوية
على وقع تسارع المواقف الدولية الداعية للإسراع في تأليف الحكومة العتيدة والمترافقة مع المبادرات الداخلية، يحبس اللبنانيون أنفاسهم بانتظار ما ستسفر عنه نتائج هذه التحركات التي تبدو وكأنها تحركات “ربع الساعة الأخير” قبل الخروج من “النفق الأسود” على حدّ توصيف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال زيارته السبت إلى بكركي، وإلا فإنّ قادم الأيام سيكون “أشدّ سواداً” على لبنان واللبنانيين.
تشير الأجواء إلى أنّ الحديث الذي دار مؤخراً عن تسوية حكومية تنطلق من تشكيل حكومة بـ 24 وزيراً على قاعدة (8+8+8) بات الأكثر رواجاً بين الأوساط المعنية بالتأليف.
“نار التسوية غير حامية”
وبحسب المتفائلين بقرب التأليف، فإنّ الحكومة باتت على نار تسوية الـ24 وزيراً ولكن لا يمكن القول حتّى الساعة أنّها على “نار حامية”، ولا سيما أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري لم يعلن بشكل مباشر أنّه “تنازل” عن حكومة الـ18 لصالح حكومة “عشرينية”.
ووفقاً للمتفائلين كذلك، فإنّ الموقف السعودي الذي صدر أمس الأحد على لسان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، يدفع باتجاه الإسراع بالتأليف على اعتبار أنّه أعلن مباشرة استعداد المملكة “لدعم أجندة إصلاح قوية وحقيقية”، وتأكيده أنّ الرياض “لا تدعم طرفاً بل تقف خلف لبنان ما دامت الطبقة السياسية تتخذ خطوات حقيقية لمعالجة المشاكل التي يواجهها البلد”.
تشاؤم من كلام عون
في المقابل، فإنّ البعض الآخر متشائم من إمكانية تأليف الحكومة بشكل سريع، ويستند هذا البعض إلى كلام رئيس الجمهورية بعد لقائه البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، والذي قال فيه إنّ “العقد تتوالد، حيث نقوم بحلّ عقدة، فتخرج واحدة أخرى”، ما يعني أنّ “الشيطان” دخل في تفاصيل التأليف والطبخة لم تنضج بعد.
وفي سياق التشاؤم كذلك، يرى متابعون أنّ التساؤلات التي طرحها رئيس “التيار الوطني الحر”، النائب جبران باسيل، على الرئيس المكلّف تعقيباً على الموقف السعودي الذي وصفه بـ”المتقدّم”، ما هي إلا مزايدات لمحاولة “حشر الحريري في الزاوية” ورفع سقف المطالب في التسوية المنتظرة.
وحتّى ينجلي مصير الوطن، يبقى اللبنانيون عالقون في أزماتهم التي لا يدرون من أين تبدأ ولا أين تنتهي، وكلّ آمالهم معلّقة بحكومة يشكّلها المسؤولون عن تفقيرهم وتجويعهم وإذلالهم.