جيسيكا عازار عن زواجها لبنان يشبهني أنا ومحمد واللي مش عاجبو يدقّ راسو بالحيط
كتب روي أبو زيد
تدخل الإعلامية جيسيكا عازار القفص الذهبي بعد أسبوعين وترتبط بمحمد صوفان الشاب الشيعي الذي تعرّفت عليه العام الفائت لتتطوّر علاقتهما وتتكلّل بالزواج.
عازار التي لم تصغِ لأصوات النشاز الكثيرة التي طالت هذا الإرتباط تكشف ” عن تفاصيل علاقتها بصوفان المرتكزة على الإحترام والحب مشدّدة على ضرورة وضع الطائفية جانباً والتعايش لبناء لبنان الذي نحلم به جميعاً.
أخبرينا كيف تعرّفتِ على محمد؟
“فتت وسحرتو بسهرة” (ضاحكة). كنّا في عيد ميلاد صديق مشترك، فتعرّفت عليه وأُعجب بي. اقترب مني وجلس الى جانبي فتحدّثنا طويلاً وشعرتُ بأنني أعرفه منذ زمن بعيد.
غادرتُ حينها من دون أن نتبادل أرقام هواتفنا. لكنّه “اخترع” مناسبة أخرى ليلتقي بي وهكذا بدأت قصّة حبّنا.
وفي إحدى المرّات تفاجأت بوصول أكثر من ألف وردة حمراء الى منزلي. محمّد رومانسي جداً ويمتلك حسّ المفاجأة.
ما هي صفاته الرئيسة التي جعلتك تقدمين على هذه الخطوة؟
حين رأيته أُعجبتُ بمظهره الخارجي فهو وسيم، وعندما تعرّفتُ عليه أدركتُ بأنه سند حقيقي لي، فضلاً عن انه صديق مقرّب و”مهضوم ولذيذ”، كما أنه صاحب قلب كبير وطيّب.
والأهم أنه يفرح لنجاحي ويدعمني دوماً. وحين كنتُ أتابع بعض الدروس الجامعية عن بُعد كان يسهر الى جانبي للثانية من بعد منتصف الليل ويحثّني على التركيز كي لا يغلبني النعاس.
متى تدخلين القفص الذهبي وماذا عن التفاصيل؟
سأتزوّج في 11 حزيران المقبل والعرس في سراي نسيب باشا في صيدا وسيقتصر الحضور على العائلة والاصدقاء المقرّبين… وأنا العروس (ضاحكة).
أخوض في حياتي مرحلة جديدة سأعطيها حقّها بكلّ ما أوتيتُ من قوّة،
إذ علينا عيش الفرح والحب والتفكير بمستقبلنا وإكمال دورة الحياة بالرغم من الظّروف الصعبة التي تحيط بنا. فنحن أولاد الأمل والحياة وسنبقى كذلك.
كيف كانت ردة فعل والديك حين علما أنك سترتبطين بمسلم؟
“ما شي”(ضاحكة)! قد لا يصدّقني الناس، لكننا عائلة متقاربة جداً ونتشارك أخبارنا وأفكارنا وهواجسنا. تعرّفت أمي على محمد قبل ارتباطنا وأحبّته كثيراً، حتى أنها اعتبرتهُ كفردٍ من العائلة. كذلك،
تقصّى والدي الذي يعيش ويعمل في الولايات المتحدّة الأميركية الأخبار من والدتي وأعجب بشخصيّة محمد قبل أنّ يتواصل معه حتّى.
بعدها تطوّرت العلاقة وأصبحا يتحدثان على الهاتف بشكل متواصل.
وحين زار أبي لبنان في عيد الميلاد الفائت تعرّف على محمد الذي طلب يدي للزواج منه. فوافق أهلي فوراً.
أخبرينا عن التربية التي نشـأت عليها وكيف تنوين تربية أولادك؟
لم يعلّمنا أهلنا التفرقة بين مسلم ومسيحي أبداً. من هذا المنطلق بنينا صداقات مع أشخاص وأحبّة من طوائف ومذاهب مختلفة.
على سبيل المثال لا الحصر قد ينسى البعض أنّ الإعلامية نوال برّي بمثابة شقيقتي، فنحن نتقاسم الطبق عينه ونتشارك المواقف الجوهرية في حياتنا.
ويبقى الدين والإيمان من أسس الحرية الشخصية ولا يحقّ لأحد أن يمسّ بهما. وبهذه الطريقة سأربي أولادي وسأترك لهم الحرية الكاملة لاتخاذ قراراتهم ولن تتكون لديهم “عقدة” مسلم- مسيحي.
ما الإنتقادات التي تعرّضتِ لها؟
تحوّلتُ بثانية الى “أم علي” و”أم حسين” وحجّة! أيظنون أنهم يهينونني؟
على العكس تماماً! أنا سعيدة جداً وأدرك تماماً من سأتزوّج ومن أيّ طائفة هو! نحترم محمد وأنا طوائف بعضنا، عيّد معي عيد الميلاد وعيّدتُ معه عيد الفطر! من المعيب الحديث عن زوجي المستقبلي بهذا الشكل. ”
عادي بتصير، إنو شو هالقصة الكبيرة هيدي؟” وكأنني أول إمرأة تقترن برجل من دين مختلف في لبنان! حتى أنّ كُثُراً من الشأن العام ارتبطوا على هذا النحو، لماذا لم يخوّنوهم أو “ركّبوا أفلاماً بحقّهم؟”.
وماذا عن تعليقات القيادي في “التيار الوطني الحر” ناجي حايك على “تويتر” بحقّك وحق محمد؟
معيب ما حصل بالفعل! هذا مستوى منحطّ بدون أخلاق. الدين محبّة وأخلاق ومعاملة حسنة. ومن يكتب على هذا النحو يكون مجرّداً من الأخلاق والمحبة.
وأنا لا أتوجّه الى حايك فحسب، بل الى أصوات النشاز كافة التي تناولت هذا الموضوع! اليس من المعيب أن يراسلني أحدهم قائلاً:
“ولو ما لقيتي حدا مسيحي تتجوّزي؟” ما جعلني أتساءل هل نعيش فعلاً في العام 2021؟ للأسف،
نحن شعب يستسلم سريعاً لغرائزه الطائفية ونحتاج الى آلاف السنين الضوئية كي نتقدّم ونتطوّر وليس هذا الوطن الذي أطمح إليه.
لبنان يشبهني أنا ومحمد و”اللي مش عاجبو يدقّ راسو بالحيط”!
البعض انتقدك بأنك تكرهين الطائفة الشيعية وتتزوّجين اليوم من رجل شيعي.
قد ينسى البعض أنّ أولادي سيكونون من الطائفة الشيعية. أنا لم أكره يوماً الطائفة الشيعية الكريمة.
أنا أختلف مع سياسة “الحزب ” الذي يمثّل شريحة من الطائفة الشيعية.
أنا مثلاً ضد النظام السوري لكنني أحب الشعب السوري كثيراً وتربطني به علاقة قويّة وصداقات رائعة.
أليس الإقدام على الـزواج وتأسيس عائلة في هذه الأوضاع المتردية أمراً جريئاً؟
أثّرت بي الجائحة كثيراً، وحين حُجِرتُ وأصبتُ بالفيروس فكّرتُ بيني وبين نفسي أنه من الصعب أن يعيش الإنسان وحيداً.
حمدت الله آنذاك أنني موجودة مع أمي وشقيقتي في المنزل، لكنني تساءلتُ في الوقت عينه:
ماذا كان سيحصل لو كنت موجودة في ظروف مغايرة أو بعيدة عن أهلي؟ أحسستُ حينها بأهمية تأسيس عائلة، لكنّني كنتُ مصرّة على الارتباط برجل أُغرَم به،
وتعرّفت على محمّد وأيقنتُ آنذاك أنه يمكنني متابعة حياتي معه. وهكذا حصل!
ما الذي ينقصنا في لبنان لنعيـــش بسلام ومحبّة؟
علينا أن نتصالح مع أنفسنا بداية، تخطّي الماضي الأليم والتعلّم من الحرب الأهلية بدلاً من التذكير بها يومياً. لا يجب التفريق بين مسلم ومسيحي بل علينا أن نعامل بعضنا بإنسانيّة.
لا يمكننا بناء البلد إن لم نقبل الآخر. الطائفية في لبنان “بتلعّي النفس”.
أتفكّران بالهجرة؟
نحب محمد وأنا لبنان كثيراً وسنبقى فيه ولن نتخلى عن أرضنا من أجل بعض “الطائفيين”.
في المقابل، قد يلعب القدر دوره ويجبرنا على ترك لبنان، فتكون هذه مشيئة الله إن حصل ذلك.
استضفتِ شخصيّات متعددة في “40”. من الشخصيّة التي أثّرت بك ولماذا؟
كلّ شخصية استضفتها أثّرت بي، خصوصاً أنّ الحلقات كانت مختلفة عن بعضها.
أشكر الله أنّ حلقات “40” تصدّرت وسائل التواصل الإجتماعي وأحدثت فرقاً لدى المتابعين والجمهور. لا يمكنني تمييز ضيف عن آخر،
خصوصاً أنّ هذه الخلطة المتنوعّة في المجالات كافة أضفت رونقاً على البرنامج وأغنتني على الصعيد الشخصي.
هل من موسم ثانٍ للبرنامج؟
ستُعرض الحلقة الأخيرة من هذا الموسم يوم السبت المقبل ومن ثمّ سأتوقّف عن التصوير كي أتزوّج لأعاود نشاطي بداية الخريف المقبل مع موسم جديد.
أشكر الـ”MTV” والمتابعين والرأي العام على مساهمتهم بنجاح البرنامج الذي ما كان ليستمرّ من دون عمل فريق عمل كامل متكامل مع كارلا عاد وداني حداد وميشال صليبا.
ما النصيحة التي توجّهينها للشباب اللبناني؟
عيشوا وتصرّفوا كما تحبّون وتريدون! لا تصغوا لأصوات النشاز التي تنغّص عليكم فرحتكم. لا تتعرّضوا للآخر ولا تتخطّوا حاجز حريّته، بل احترموا الجميع وتقبّلوا بعضكم بعضاً.
علينا كشباب أن نظهر لمن هم أكبر أو أصغر منّا سناً أنّه بتعاوننا وتضامننا يمكن بناء لبنان الذي يشبهنا: لبنان الحضارة والتنوّع والإنفتاح والحرية.