“تيار البهورة” على خط العرقلة… ممنوع تشكيل الحكومة
يصر “التيار الوطني الحر” عند كل لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي على “حشر أنفه” في ما لا يعنيه دستوريا وقانونيا.
فلليوم الثاني على التوالي يواصل “التيار” تسريب “فتاواه الدستورية” في محاولة واضحة “للبهورة” على الرئيس المكلف وعموم اللبنانيين، لتذكيرهم بأن” حرتقجي الجمهورية” جاهز للمضي في العرقلة والتخـــ.ــريب على التفاهمات، اذا حصلت، لمنع تشكيل الحكومة الجديدة، لكي يتسنى له تنفيذ السيناريو الذي يرسمه لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون .
“الفتوى الاولى” اصدرها “التيار” بالامس ومفادها ” ان الرئيس عون قادر على أمرين، الأول هو إسقاط التكليف الذي حصل عليه ميقاتي ودعوة المجلس النيابي إلى استشارات جديدة يتم بموجبها اختيار رئيس آخر للحكومة يمكنه تأليفها سريعاً.
والثاني هو البحث في طريقة تتيح لرئيس الجمهورية تشكيل حكومة بديلة تتولى إدارة البلاد في حالة الشغور الرئاسي”.
اما “الفتوى الثانية” التي اصدرها ” التيار” اليوم فكشفت بوضوح الابعاد الحقيقية للخـــ.ــطة الباسيلية، عبر القول” أن الخيارات مفتوحة أمامنا، وفي مقدمها الخيار الذي لا نريده ولا يريده الرئيس عون، وهو بقاؤه في القصر الجمهوري”.
وكالعادة، عند كل”زركة او مـــ.ــأزق”يواجهه يلجأ “تيار البهورة”الى الســـ.ــلاح الطائفي المقيت والتلطي خلف”حقوق المسيحيين”، والزعم بان ما يخـــ.ــطط له”يجد أصداء مؤيدة في كثير من الأوساط المسيحية الرافضة لقضم صلاحيات الموقع المسيحي الأول، ومن ضمنها بكركي بالتأكيد”.
وهنا لا بد من طرح السؤال بكل وضوح على الجميع وعلى المسيحيين بشكل خاص: هل ما فعله “التيار” كل هذه السنوات خدم المسيحيين؟ واين خدمهم؟ هل بالضيق الذي يعيشونه كسائر اللبنانيين على ارض الوطن، أم بالهـــ.ــجرة التي ادمت قلوب غالبية العائلات المسيحية التي باتت” تائهة” في بلاد الغربة؟
ماذا استطاع “التيار” ان يعطي للمسيحيين من حقوق طوال فترة “نضاله” في الوزارات والبرلمان وعلى الارض؟
17 عاما متتالية تولّى فيها “التيار” حقيبة الطاقة عبر 5 وزراء، والبلاد، كل البلاد، بما فيها “المناطق المسيحية”، كما يحلو لانصار” التيار” تسميتها، غارقة في العتمة.
يتباهى” التيار” بانه يشكل أكبر كتلة نيابية، ولكن بغض النظر عن احقيته في التمثيل وعن حق مؤيديه ومناصريه وناخبيه في اتخاذ الموقف المناسب والتفاخر بفوزهم النيابي،
ولكن هل يعتقد “التيار” ان الناس تصدق “كذبـــ.ــة” التمثيل الصافي لـ” التيار” ولا تقرأ مضامين ومدلولات “استعانته بالصديق وقت الضيق” لرفده بأصوات جنّبته” خسائر مدوّية” في أكثر من منطقة.
يحلو لرئيس “التيار” أن “يتبهور” اعلاميا على الناس والخصـــ.ــوم، ضاربا كعادته “بسيف غيره”، ولكنه يتجاهل حقيقة أننا، حتى اشعار آخر، لا نزال نعيش في دولة لها دستورها وقوانينها، وان الغالبية العظمى من اللبنانيين ترفض مغامراته وتكرار تجارب مدمّرة لا يزال اللبنانيون يدفعون أثمانها حتى اليوم .
الرئيس ميقاتي في بعبدا اليوم، في مسعى جديد للاتفاق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الحكومة الجديدة، وهذا المسعى، سيستمر، وفق ما يقول ميقاتي لزواره، مشددا على انه “عازم على تذليل كل العقـــ.ــبات والعراقيـــ.ــل، لان البلاد تحتاج الى تعاون الجميع للخروج من المـــ.ــأزق”.
أما في حال لم تثمر مسعى ميقاتي، ولم يُصر الى انتخـــ.ــاب رئيس جديد للبلاد في الموعد الدستوري المحدد، فيجيب مرجع دستوري، هو محور الضوء هذه الايام:
“الدستور موجود والمادة 62 تقول بكل وضوح ودون اي لبس” في حال خلو سدة الرئاسة لاي علة كانت تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء”.
فليتوقف التهريج والبهورة.
لبنان 24