باي باي أمن والحـــــكم للشبّـــــيحة والزعران
في جمهـــــورية ” كل مين إيدو إلو” خرجت الامور عن السيـــــطرة، بات الحكم للرصـــــاص، والقـــــانون لا يسري على الزعران، والفوضـــــى هي الكلمة الفصل لانطلاق دستور جمـــــهورية الفوضـــــى.
عملياً، دخلنا زمن الفوضـــــى الخلاقة، حيث بات الســـــلاح والرصـــــاص الخبز اليومي للاهالي في القرى، فالســـــلاح المتفلّت يهـــــدّد أمـــــنهم في القرى وينذر بكارثة ما لم يتم ضبـــــطه، ولكن كيف وبأي طريقة،
طالما القوى الأمـــــنية بكافة اجهزتـــــها تقف متفرّجة على مسرحية الفوضـــــى الحاصلة، بل تشاهد مطلق الرصـــــاص بأم العين، وتتركه في سبيله، وترحل.
تراخت جمهـــــوريات القرى هذه الايام، اصابها الفلـــــتان، اسهمت إمبراطوريات المحطات في تعزيز الفوضـــــى وتغذيتها، وتدحرجت كرة الرصـــــاص من المحطات باتجاه كل الاشـــــكالات الخارجة عن نطاق البنزين،
فإذا تشـــــاجرت إمرأتان معاً استخدم الرصـــــاص في الاشكال كما حصل في إشكال عين قانا حيث تفاقم المشكل الى اطلاق الرصـــــاص وسقوط جرحى،
وكذلك الحال في إشكال قاقعية الجسر الذي قيل انه وقع على خلفية اغتصـــــاب، فدخل الرصـــــاص على خط الدفاع عن الشرف وسقط جرحـــــى.
وفي بلدة طيرفلسيه إختلف شقيقان على الارض، اطلق احدهما الرصـــــاص بإتجاه من دخلوا على خط الصلح وكاد يوقع قتلـــــى لولا تدخّل العناية الإلهية.
كل ذلك يحصل والقوى الامـــــنية تتفرّج من دون أن تحرك ساكناً، على قاعدة “الأمن للزعـــــران هذه الايام، والحق على الازمـــــات”.
عادة ما يفتعل الزعمـــــاء المشـــــاكل والازمـــــات لتحقيق مكتسبات مادية على الارض، فهل ما يحصل في القرى هو مفتعل ام هو اختـــــناق من ضغط الازمـــــات؟ كلا فان الامرين مطروحان على بساط التحليل وفق ما تشير المعـــــلومات.
التي تخشى من تدهـــــور الوضـــــع الامنـــــي اكثر ومن خروجه عن السيـــــطرة، إذ ترى ان الاشـــــكالات التي تقع ما زالت تحت الســـــيطرة، غير ان هذا الامر بدأ يتهاوى،
بدليل ان الإشكال الذي حصل في بلدة العباسية واطلاق النـــــار بين اصحاب محطة محـــــروقات والاهالي على خلفية بنزين ومازوت، وسقوط خمسة جرحـــــى لم ينته،
بل ما زالت مفاعيله قائمة على الارض، مع قطع الاهالي الطريق بالبلوكات الإسمنتية، في تعبير عن غضبهم من تراخي الاجهـــــزة الامنيـــــة في التعاطي مع الوضـــــع،
إذ انه وفق الاهالي فإن القوى الامنيـــــة تخلّت عن مهامها وبات حضورها لا يغني استقراراً امنـــــياً ولا يثمن حلاً وعقاباً لمطلـــــقي النـــــار على العكس، تترك مطلـــــقي النـــــار احراراً وتمضي الى مكان آخر،
وهو ما يراه الاهالي إنذاراً خطـــــيراً على انطلاق صفارة الفوضـــــى الخلاقة، ما يعني أن الامن “باي باي” والحكم ” للشبيـــــحة والزعران”.
ماذا يعني ذلك؟ بحسب المعـــــلومات فإننا دخلنا مشارف جمـــــهورية الفوضـــــى وهنا الغلبة للســـــلاح، ما يعني أن الفلتان بات قاب قوسين او ادنى،
وأن شرارة الفوضـــــى ستنطلق من معـــــارك المحـــــطات التي تتوسع يومياً، وأنه مع سقوط أول قتيـــــل ستبدأ على إثره علامات الفوضـــــى.
ولا تخفي المصـــــادر نفسها ان هذه الفوضـــــى مفتعلة وأحياناً يكون عناصر أحد اجهـــــزة الامن هم الذين يفتحون الاشكالات ويقفون للفرجة،
ما يعني أننا في مأزق امنـــــي خطـــــير، خاصة وأن الاجهـــــزة الامـــــنية اما تكون طرفاً في الاشكال او متفرجة،
وفي كلا الحالتين الوضع “ما بيطمّن” تقول المصـــــادر بل “سوداوي جداً وخرج عن السيـــــطرة، بعدما تحوّل الزعران قنبـــــلة موقوتة للفوضـــــى الخلاقة”.
بالمحصلة، كل ما حولنا ينذر بالفوضـــــى وسلة الازمات التي خنقت الناس وكان معظمها مفتعلاً “لتركيع” الشعب، ستنقض على صنّاعها وسينقلب السحر على الساحر، واذا كان يراد من الازمـــــات فرط عقد الدولـــــة فحسب بدون سفك دماء،
فإن ما يحصل اليوم يعد مثابة فتـــــيل الفوضـــــى التي ستنفـــــجر في وجه الكل ما لم يتم لجمها لأنه حينها لن يبقى لنا وطن، فهل من يتحرّك لينـــــقذ ما تبقّى من الوطن أم يغرق الجميع في فوضـــــى لا تحمد عقباها؟
كتب رمال جوني