باسيل يقود المواجهات وصولا الى الإنتخابات
ما ان يفرغ رئيس “التيار الوطني الحر”النائب جبران باسيل من مواجهة حتى يخوض معركة أخرى ، وما ان يتجاوز مشكلة حتى يعترض طريقه مطب جديد.
يستعد لمعمودية الانتخابات التي تعتبر مفصلا اساسيا لمستقبله السياسي، كما مصير “التيار”، ويحتسب في المقابل، إلى الوقت المتبقي من عهد الرئيس عون ما سيفقده شخصيا التوقيع الرئاسي.
هو التناقض في عينه الذي يحكم جبران باسيل او يتحكم به، يحاول الحفاظ على مكتسبات السلطة من دون أن يدفع اثمانها شعبيا خصوصا في ظل الوضع المعيشي الذي وصل إلى الحضيض.
نهجه الشخصي الاحادي يسبب له المتاعب، بقدر ما يساهم في تثبيت دوره المحوري في الحياة السياسية.
نقل عنه زواره ارتياحه الشديد يوم اعلان الحريري اعتذاره عن التأليف، ما آثار استغراب ضيوفه الذين استشعروا أهوال استنزاف العهد سياسيا ، بينما أصر باسيل على إنجاز جديد حققه كونه “شطب” الحريري من المعادلة بصفته غريمه السياسي،
فيما سيتكفل الضمور السياسي “بإغلاق بيت سعد الحريري”، وكذلك فان باسيل هو صاحب نظرية “تلاقي الإرادات بين العهد و “الشارع” الذي انفـــــجر غضبا بوجهه على وقع هتاف “هيلا هو”.
تشكيل حكومة آخر عهد الرئيس عون أتى بمثابة فرصة ذهبية حاول باسيل الاستفادة منها من أجل إعادة تلميع صورته،
خصوصا في ظل نظرية مفادها عدم ترك الرئيس عون وحيدا على طاولة مجلس الوزراء بعدما بات من شبه المؤكد وقوع الفراغ الرئاسي في نهاية الولاية ما يحتم الحفاظ على المواقع والتحكم بالمفاصل الأساسية في الإدارة و المؤسسات.
بموازاة ذلك ، يخوض باسيل معركة انتخابية بثوب المعارض والثائر على الطبقة السياسية، و لا يخلو الأمر من انخراطه في معركة شرسة كونه يواجه فيها خصومة سياسية في الدوائر الانتخابية المسيحية وعداوة شرسة داخل القاعدة الشعبية العونية ،
ونوابا انفصلوا عنه بعد ثورة تشرين ، وكذلك الأمر مع مروحة واسعة من العونيين الذين تركوا “التيار”.
وليست خافيا محاولة باسيل الاستفادة من الموجة العاتية والحملات العنيفة ضده لشد العصب العوني وتأمين التفاف عارم حوله يمده بالطاقة الانتخابية المطلوبة.
أمام باسيل سلسلة تحديات تفرض المواجهة مع اقتراب ذكرى ١٧ تشرين وسط دعوات مكثفة للنزول إلى الشارع وتجديد الانتـــــفاضة الشعبية جراء تردي الأوضاع حيث سيطاله النصيب الوافر من الاتهام بالتعطيل .
وبينما يحاول “التيار” ابراز “عضلاته” السياسية والشعبية عبر احياء ذكرى 13 تشرين بمهرجان ضخم في مجمع ميشال المر، تبعثرت الذكرى الوجدانية الى عدة مناسبات بعدما انشق الصف الواحد،
خصوصا مع التحرك المستقل لاحياء الذكرى من قبل النائب شامل روكز ، “الخصم اللدود” لباسيل .