اصابة 5 طلاب لبنانيين بكورونا في اسبانيا .. و أكثر من 260 آخرين عالقون بلا أموال!
وغرقت اسبانيا في دوامة الكورونا، والتوقعات تنذر بمزيد من الوقائع والارقام المأساوية في القريب العاجل. بأكثر من 4 آلاف ضحية وقرابة الستين الف مصاب، تعيش بلاد الاندلس واحدة من اعنف الازمات في تاريخها، لتدخل في قائمة الدول الاكثر تضررا من الفيروس الفتّاك.
فبعد ان كنّا من اوائل الذين سلّطوا الضوء على وضع ابناء الجالية اللبنانية في كلّ من الصين وايطاليا، ها نحن نتواصل اليوم مع السفيرة اللبنانية في اسبانيا هالة كيروز، لتبيان حقيقة وضع اللبنانيين هناك في ظلّ ازمة الكورونا، لا سيّما الطلاب منهم والسياح، بعد تعالي أصوات تطالب بإجلاء اللبنانيين من المناطق الموبوءة في العالم.
190 طالبا يريدون العودة الى لبنان!
اكّدت كيروز في حديثها لموقع VDLnews انّ “الوضع صعب في اسبانيا ويتطوّر بشكل سريع، الاّ انّ اوضاع ابناء الجالية اللبنانية المستقرّين دائما في اسبانيا تعتبر جيدة، ونحن كسفارة نركّز اهتمامنا على اوضاع الطلاب والسياح اللبنانيين الذي علقوا هنا”، لافتةً الى انّ “عدد الطلاب اللبنانيين في اسبانيا ليس قليلا، لكن اوضاعهم جيدة اجمالا”.
وكشفت كيروز انّها عيّنت خلية ازمة منذ اسبوعين، وقالت: “قمنا بعملية احصاء ومسح للطلاب خصوصا انّهم ليسوا جميعهم يسجلون انفسهم لدى السفارة. وتبيّن حتى الآن وجود حوالي 260 طالبا لكن العدد يزداد يوميا، ويوجد 190 منهم يطالبون بالعودة الى بيروت”.
ما هي الاسباب التي منعت عودة اللبنانيين من اسبانيا في المهلة التي حدّدها لبنان؟
تفنّد السفيرة اللبنانية اسباب عدم عودة اللبنانيين من اسبانيا خلال المهلة التي حدّدتها الحكومة اللبنانية، على النحو التالي:
-اشخاص لم يتمكّنوا من انهاء المعاملات والاوراق المطلوبة من اجل العودة.
-اشخاص ارادوا البقاء من اجل متابعة دروسهم، وذلك قبل صدور قرار اقفال المؤسسات التعليمية ومنها الجامعات في اسبانيا.
-اشخاص لم يعودوا لأسباب خاصة، واخرى غير معروفة بالنسبة الينا.
مع الاشارة الى ان في الوقت الذي اعلنت فيه الحكومة اللبنانية عن هذه المهلة، كان الوضع في اسبانيا غير متفاقم ومحمولا نسبيا. ومع تطور الاوضاع هنا، انتاب بعض الطلاب الخوف، لذلك ارادوا العودة وألحّوا اليوم على هذا المطلب لا سيّما وأن عددا منهم اعمارهم صغيرة ويشعرون بالوحدة، بحسب ما اكّدت كيروز.
4 أطباء لبنانيين للمساعدة!
وأفادت السفيرة اللبنانية في اسبانيا انّ خلية الأزمة التي عيّنتها تضمّ، 4 اطباء لبنانيين يتابعون اوضاع الجالية الصحيّة. وقالت كيروز: “اي شخص تظهر عليه العوارض يتصل بنا، ونحوّله الى احد الاطباء الذيين يقومون بمتابعته بشكل متواصل عبر الهاتف. وبعد معاينة الطبيب يتواصل الاخير معي شخصيا، ونقوم بدورنا بإعلام اهل الطالب او الشخص المصاب بفيروس كورونا واحاطتهم بالمعلومات اللازمة وبالتطورات الصحيّة”.
وتابعت: “تواصلَت معنا Life Coach وعرضت علينا خدماتها، فأيّ شخص يشعر بأنه وحيد ويريد ان “يفش خلقه” او يشعر بأنه بحاجة الى مساعدة نفسية يمكنه ان يستفيد من هذه الخدمة التي وفّرناها له”.
5 لبنانيين مصابين بالكورونا في اسبانيا
اكّدت السفيرة كيروز اصابة 5 لبنانيين بالكورونا في اسبانيا، وقالت في حديثها لـVDLnews: “ليس كل ابناء الجالية، يخبروننا في حال اصابة احدهم بالكورونا، لكن ما عرفته انّ حوالي 5 لبنانيين اصيبوا بالكورونا بعد ان ظهرت عليهم عوارض كالحرارة، وتمّ متابعة حالتهم من قبل الاطباء اللبنانيين الأربعة وهم في المنزل، ومبدئيا لقد شفيوا جميعا بعد ان عادت حرارتهم الى طبيعتها”.
وتابعت: “وضع اللبنانيين الذين اصيبوا بالكورونا مستقرّ واصبحوا بصحة جيدة، وهم ملتزمون بالحجر المنزلي ولا شيء يدعو الى القلق”.
طالب لبناني يتبرّع لمساعدة من هو محتاج!؟
وعن مشاكل السكن والتحويلات المصرفية، اشارت كيروز الى انّ “هذه المشكلات بدأت الآن بالظهور اكثر في صفوف الطلاب اللبنانيين خصوصا مع تدهور الاوضاع في اسبانيا. ونحن في هذا السياق، نتواصل مع الطلاب ومع من هم عالقون من اجل تسجيل الـ”داتا””، مضيفة انّ “هناك طلاب لم يتمكّن اهلهم من ارسال التحويلات المالية لهم، فنقوم بإرسال الداتا الى وزارة الخارجية في لبنان لكي تتابع مع المصارف موضوع التحويلات، ولايجاد آلية من اجل الافراج عن اموالهم”.
ولفتت الى انّ “هناك البعض، وهم بنسبة قليلة كانوا يتعلّمون ويعملون بنفس الوقت في اسبانيا، لكن بسبب الازمة بقيوا بلا عمل وبالتالي بلا رواتب ما افقدهم قدرتهم على تأمين مستلزماتهم المعيشية الاساسية من اكل وشرب ومسكن. وفي هذا الموضوع، تبحث السفارة اللبنانية في اسبانيا مع ابناء الجالية في السبل التي يمكن اتّباعها من اجل مساعدتهم، مع الاشارة، الى انّ هناك طالب، وهو ابن رجل اعمال لبناني قد اعلمنا عن استعداده لمساعدة اي محتاج في صفوف اللبنانيين المتواجدين هنا، لكننا ما زلنا في طور البحث عن آلية لنعتمدها من اجل تحقيق هذا الهدف”.
السفارة اللبنانية في اسبانيا على اتمّ الجهوزية…
شدّدت كيروز على انّ “عمل السفارة اجرائي، وما نقوم به هنا هو مساعدة من هو بحاجة الينا او طلب منا ذلك، خصوصا اللبنانيين الذين قدموا لفترة اسبوع او اسبوعين وعلقوا هنا. فهؤلاء لا يملكون مسكنا هنا، والفنادق اقفلت من جهة اخرى. كما اؤكد على اننا بجهوزية تامة في حال قرّرت الحكومة اللبنانية اجلاء من يريد العودة”.
وقالت: “نحن كسفارة على تواصل دائم مع ابناء الجالية اللبنانية من خلال واتساب وسائر مواقع التواصل الاجتماعي، وننصحهم باستمرار بالالتزام بإجراءات السلطات الاسبانية والسفارة اللبنانية”.
ولفتت سفيرة لبنان في اسبانيا هالة كيروز، في ختام حديثها معنا الى انّ “الحكومة الاسبانية اليوم بحالة طوارئ، والمستشفيات فقدت كل ادواتها من اجهزة تنفس الى الكمامات، وحتى فحص الـPCR. فأي مريض يذهب اليوم الى المستشفى لا يخضع الى الفحص، وبالتالي الحكومة الاسبانية لا قدرة لديها للاهتمام بأبناء الجالية اللبنانية او غير جاليات، لكن في الوقت عينه هي لا تفرّق بين اسباني او لبناني او اجنبي في حال اراد احد ما دخول المستشفى”.