جان إيف لودريان حسم موقف بلاده من الأزمة اللبنانية بتأجيل البحث الجدي الى شهر ايلول
حسم الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان موقف بلاده من الأزمة اللبنانية بتأجيل البحث الجدي فيها الى شهر ايلول ، حيث سيتم الدعوة لحوار جدي بين القوى السياسية الاساسية برعاية كاملة من الفرنسيين على امل الوصول الى تسوية رئاسية وسياسية شاملة.
لكن مصادر مطلعة تؤكد أن تأجيل الفرنسيين لحراكهم يعود الى تطورات سلبية تحصل على صعيد المفاوضات السعودية اليمنية أدت الى عرقلة التقدم في التسويات الاقليمية بين إيران والسعودية،وهذا يعني أن الملف اللبناني سيتم ترحيله الى اجل غير مسمى في ظل عدم قدرة الأطراف على وضعه كبند أول في حوارهم الجاري..
وتقول المصادر ان المفاوضات الاميركية-الايرانية بدورها لم تشهد تقدما حقيقيا، في ظل ضيق الوقت الأميركي الذي يجبر واشنطن على تقديم تنازل جدي في الاسابيع المقبلة في حال رغبت بالوصول الى حل واتفاق يعيد الحياة الى الإتفاق النووي السابق أو الى إتفاق مشابه له وهذا ما سينعكس حتما على الملفات الاقليمية وقد ينعكس على الموقف الاميركي المبدئي من الاتفاق السعودي الايراني.
بمعنى آخر، يعتقد الفرنسيون أن الانتظار الى أيلول كفيل بإظهار الحيز الاقليمي على حقيقته، فإما تسوية شاملة تمهد الطريق امام حراك فرنسي فاعل في لبنان يصل في نهاية المطاف الى نتيجة، أو فشل المسار التسووي وبقاء لبنان ضمن أزمته السياسية المفتوحة التي لا يمكن من خلالها القيام بأي له نتيجة حقيقية.
الاهم، وفق المصادر نفسها، ان باريس لديها قناعة حقيقية بأنها لن تتحرك بشكل جدي الا من خلال غطاء كامل من “اللجنة الخماسية” وعليه فإن الانكفاء التكتيكي الذي أعلن عنه لودريان يعود بشكل جدي الى سحب التوكيل الاميركي والغطاء الخماسي من فرنسا وهذا ما يجعلها مكشوفة بشكل كامل امام القوى السياسية التي تعارضها داخليا.
من جهة اخرى، يبدو ان المبعوث الفرنسي استطاع الوصول الى توافقات مع القوى السياسية، ونجح في وقف اي استهداف اعلامي وسياسي لفكرة الحوار بإنتظار ما سيصل اليه المشهد السياسي في المنطقة، لذلك فان الايجابية التي تنقل عن اجتماعات لودريان ليست مرتبطة ببنود التسوية إنما بالاستعداد الفعلي للقوى السياسية للتجاوب مع الحراك الفرنسي عندما يأتي في الاسابيع المقبلة مدعوما بالدول الخمس وربما بموقف ايراني مستجد.
علي منتش_ لبنان24