ولاية جديدة لأردوغان… كيف ستكون علاقة تركيا مع العرب والغرب؟
انتهت معركة انتخابية وصفت بأنها الأصعب منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا عام 2002، بفوز رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة، لكن خلال هذه المعركة أثيرت تساؤلات بخصوص علاقات تركيا في السنوات القادمة مع العالم العربي.
وقد تابع تقرير “للقصة بقية” (2023/5/29) الأوراق الانتخابية التي تم استخدامها في الحملات الانتخابية، ومن ضمنها أوراق ركزت على تخفيف معاناة المواطنين من آثار التضخم وارتفاع الأسعار، وإزالة آثار الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد، فيما سلطت أوراق أخرى الضوء على سياسة التعامل مع اللاجئين في ظل موجة عداء شارك فيها ساسة ومرشحون.
وبهذا الصدد، قال النائب السابق في حزب العدالة والتنمية رسول طوسون إن أردوغان أعلن سابقا منذ استلامه سدة الحكم لأول مرة، أنه سيفتح صفحة بيضاء جديدة في سياسته الخارجية، وأن العلاقات ستكون مع الجيران من خلال تصفير المشاكل، كما أن توجهات تركيا لا تقتصر على الغرب فقط، بل إن إسطنبول تشكل جسرا بين الغرب والشرق ولا تدير ظهرها لجيرانها.
كما أشار إلى أن أردوغان يحرص على تحسين العلاقات مع الغرب، وكذلك مع دول العالم الإسلامي ودول العالم الثالث أيضا، حيث انفتحت تركيا على أفريقيا من خلال فتح سفارات جديدة، مشددا على أن السياسة الخارجية في عهد أردوغان لن تقتصر على جهة واحدة، وستكون منفتحة على دول العالم.
تركيا والعالم العربي
من جهته، أوضح الأستاذ في مركز ابن خلدون بجامعة قطر علي حسين باكير أن العالم العربي تحوّل لمادة سجالية كبيرة في الداخل التركي، مشيرا إلى أن هناك في تركيا من يريد عزلها عن محيطها الجغرافي المتعلق بالشرق الأوسط والعالم العربي، وكذلك عن تاريخها وهويتها، ثم وضعها في خانة التابع للغرب.
أما رؤية أردوغان -بحسب باكير- فهي مختلفة تماما، ومبنية على أن تركيا جزء من تاريخ المنطقة وجغرافيتها، ولذلك من غير المنطقي عزلها عن إطارها، بل يجب العمل على الانفتاح عليه.
وفي العالم العربي، أوضح باكير أن العلاقة مع مصر ستشهد تطورا كبيرا في المرحلة القادمة، حيث سيتم التركيز على الاستثمار والتجارة وشرق حوض البحر المتوسط والملف الليبي. وفي بلدان شمال أفريقيا، أشار إلى أن الغرب منزعج جدا من الدور التركي في الجزائر والمغرب، ولكن هناك وعيا لدى الجانب التركي بالحساسيات الموجودة في المنطقة، ويتم التعامل مع كل بلد بحسب خصوصياته.
وفي رأي مراقبين، كان التنافس على الرئاسة تنافسا بين رؤيتين لدور تركيا ومستقبلها: رؤية تبناها المرشح المنهزم كمال كليجدار أوغلو، تلقى صداها لدى قطاعات في الشارع التركي، وتستند إلى العلمانية التي أرساها مصطفى كمال أتاتورك وجعلها تيمم وجهها شطر الغرب.
أما الرؤية الأخرى فيمثلها الرئيس الفائز رجب طيب أردوغان، وقطاعات أخرى في الشارع التركي، وتؤمن بمد خطوط الوصل التاريخية مع العرب والعالم الإسلامي، دون التخلي عن العلاقات مع الغرب.
ورغم انتهاء المعركة الانتخابية، فإن الاستقطاب بين الرؤيتين جزء من الحياة السياسية، فضلا عن علاقات تركيا مع العالم العربي التي شهدت دفعة قوية منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم، شابها توتر وخلافات خلال ثورات الربيع العربي، إلا أن أنقرة عادت مؤخرا إلى سياسة تصفير وتصفية مشاكلها وخلافاتها مع العديد من الدول العربية.(الجزيرة)