بطلب من الحكومة.. إنزال الأعلام الإيرانيّة من مختلف المناطق في سوريا
في أعقاب عودتها إلى الجامعة العربية، وبعد أن لفت خبراء أنّها تأتي في إطار التزام سوريا بالحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، وتنفيذ التزاماتها، برزت اليوم خطوة لافتة تمثّلت ببدء الميليشيات التابعة لإيران بإنزال العلم الإيراني ورايات بعض الجماعات التابعة لها كفاطميون وزينبيون، من مواقع كثيرة تابعة لها داخل الأراضي السورية، بطلب مباشر من السلطات في دمشق، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما تبيّن أنه جرى إنزال العلم الإيراني والرايات من مواقع في مدينة دير الزور ومدينتي الميادين والبوكمال بريف دير الزور الشرقي، بالإضافة إلى مدينة تدمر ومحيطها بريف حمص الشرقي، واستبدلت الرايات بالعلم السوري المعترف به دوليًا.
ورأى المرصد أنّ هذه الخطوات أتت في ظل تنفيذ سوريا للوعود التي قدمها للدول العربية حول خروج الميليشيات التابعة لإيران من أراضيها مقابل عودتها إلى الجامعة العربية.
عودة بعد 12 عامًا
يشار إلى أن الجامعة العربية كانت أعلنت في بيان الأحد، بعد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، عودة سوريا إلى مقعدها في المنظمة بعد حوالي 12 عامًا من تعليق مشاركتها، لكنها لم تصدر بيانًا توضح بالتفاصيل شروط هذه العودة أو خارطة الطريق التي بنيت على أساسها، إنما اكتفت بالإشارة إلى أن القرار تضمن التزامًا بالحوار المستمر مع الحكومات العربية للتوصل تدريجياً إلى حل سياسي للصراع.
كما نص القرار على تشكيل لجنة اتصالات مكونة من السعودية وجيران سوريا ولبنان والأردن والعراق لمتابعة التطورات.
إلا أن عددًا من الخبراء علقوا بأن الدول العربية أعطت الأولوية للقضايا المتعلقة بالمحادثات السياسية المتعثرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة مع جماعات المعارضة.
وأشاروا إلى أنه من ضمن شروط العودة التي تمت مناقشتها تهريب المخدرات وملف اللاجئين المتواجدين في دول الجوار، ومنها الأردن وتركيا فضلًا عن لبنان وغيره، وفق ما نقلت “أسوشييتد برس”.
ولا شك أنه من ضمن خارطة الطريق التي وضعت والتي يتوجب على الأفرقاء المعنيين متابعتها، إطلاق دور عربي قيادي للتوصل لحل سياسي، بحسب ما أكدت سابقًا أيضًا اجتماعات للدول المعنية عقدت في جدة وعمّان قبل أسبوع، وضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج في الحل، وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.
يضاف إلى تلك النقاط أو الشروط، الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا، ووحدة أراضيها، وتنفيذ الالتزامات التي تم التوصل إليها في اجتماع عمّان.
إلى ذلك، بات من المحتمل أن يمهّد القرار العربي الأخير مشاركة بشار الأسد في القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في التاسع عشر من شهر أيار/ مايو الجاري.