مستقبل الطلاب الســـ.ــوريون في لبنان.. إلى المجهول در!
تفاجأ الطفـــ.ــل الســـ.ــوري، أحمد عمرو، في بداية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بإغلاق المدرسة الرسمية في منطقة شويفات (جنوب شرقي العاصمة اللبنانية بيروت) ليعود أدراجه إلى منزله في ذلك النهار، دون أن يعي أن هذا الإغلاق سيستمر شهرين .
بحسب تأكيد منظمة الأمم المتحدة للطـــ.ــفولة (يونيسف)، فإن 200,000 طالب ســـ.ــوري مسجلون في العام الدراسي 2022/2023 في لبنان.
وفي شهر ديسمبر وجد هؤلاء الطلاب أنفسهم بلا تعليم، بسبب قرار المدير العام لوزارة التربية في لبنان عماد الأشقر بتوقف الدروس بعد الظهر في المدارس الرسمية لغير اللبنانيين، وذلك عملاً بمبدأ المساواة في ظلّ الإضـــ.ــراب العام المنفذ من قبل أساتذة التعليم الرسمي والمهني.
شهران مدة طويلة نوعاً ما بالنسبة إلى فصل دراسي، فكيف الحال لو سبقه تعطل لسنتين بسبب انتشار فيـــ.ــروس كـــ.ــورونا عام 2019، تخللها إضرابات وانهـــ.ــيار اقتصادي انعكس على قطاع التعليم برمته في لبنان.
أزمـــ.ــات لبنان والتي بدأت عام 2019 بانهيـــ.ــار اقتصادي وصف بـ”الجحيم”، ووصل ذروته عام 2022 بشـــ.ــلل مختلف المؤسسات الحكومية لا سيما التعليمية منها، بعدما تهاوت رواتب الموظفين، فوجدوا بالإضـــ.ــراب سبيلاً لنيل حقوقهم.
تقول والدة الطـــ.ــفل أحمد مواهب، إن “ابني على مدار شهرين من إضـــ.ــراب المعلمين لم يتلق أي تعليم، لأننا لا نملك المال لإدخاله إلى مدارس خاصة، أو إحضار معلم له.”
وتضيف: “ليس فقط أحمد بل أشقائه وشقيقاته الخمس أيضاً لم يذهبوا إلى المدرسة، إنهم يلعبون معاً، ربما هذا أفضل”.
وتوضح: “أن في المنزل تدفئة بعكس المدارس الرسمية، كما أن حجم التنـــ.ــمر الذي يتعـــ.ــرض له أطـــ.ــفالي، جعلهم يتأثرون نفسياً.”
حديث مواهب(42 عاماً) يوشي بتـــ.ــعرض أطفـــ.ــالها داخل المدرسة إلى نوع من التـــ.ــعنيف، إذ تقول بعفوية “إذا أخطأ أحمد يضـــ.ــربه الأساتذة ليتعلم”.
أحمد ولد في لبنان عام 2016، أي بعد 5 سنوات من اندلاع الحرب في سورية عام 2011، ما اضطر والديه للهروب خارج الحدود بحثاً عن الأمان. وبحسب ما كشفه المدير العام للأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، في ديسمبر الماضي، خلال مقابلة صحافية مع “قناة العراقية الإخبارية” فإن عدد اللاجئين الســـ.ــوريين في لبنان يبلغ “مليونين، و80 ألف نازح”.
ووفقاً لتقرير للمفوضية السامـــ.ــية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئيـــ.ــن نشر على موقعها الالكتروني في 15 مارس/آذار الحالي، فإن نسبة العائلات اللاجئة الســـ.ــورية في لبنان ممن هي بحاجة الآن للحصول على مساعدات إنســـ.ــانية للبقاء على قيد الحياة وصلت إلى 90 بالمائة.
معاناة فاقمها قرار منع التعليم المسائي لغير اللبنانيين، وعلى الرغم من فك إضراب المعلمين، والسماح للطلاب الســـ.ــوريين بالعودة لمقاعدهم، إلا أنه حتى الساعة لا توجد خطة لدى وزارة التربية والتعليم للتعويض على الطلاب فترة الإضـــ.ــراب.
وللوقوف على التفاصيل، يؤكد مصدر رسمي في وزارة التربية ، أن عودة الطلاب السورييـــ.ــن بدأت منذ يوم الإثنين في 13 مارس/آذار، إلى التعليم المسائي بالمدارس الحكومية، بعد شهرين من التوقف عن التدريس.
ويوضح المصدر، أن عودة التدريس جاءت بعد اتفاق بين الأساتذة والوزارة، نتج عنها تلقيهم الدفعة الأولى من رواتبهم المؤخرة منذ عام بالدولار.
https://publish.twitter.com/?query=https%3A%2F%2Ftwitter.com%2FMeheLebanon%2Fstatus%2F1633923973615587329&widget=Tweet
ويلفت إلى أنه تم تحويل الدفعة الأولى بالدولار النقدي إلى نحو 57 ألف مستفيد من أفراد الهيئة التعليمية والعاملين في المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية بدوامي قبل الظهر وبعد الظهر.
وفي يناير/كانون الثاني توقفت الدروس بعد الظهر في المدارس الرسمية لغير اللبنانيين، عملاً بمبدأ المساواة”، ورغم عدم ذكر الطلاب السورييـــ.ــن، إلا أن المقصود هذه الفئة من الطلاب.
وعن قرار المنع، يوضح المصدر إنه بخلاف الحملة التي وجهت ضد الوزارة واتهامها بالعنصرية، إلا أن القرار كان نتيجة ثلاث عوامل:
1- الخوف من انفجار اجتماعي وأمنـــ.ــي، لاسيما بعد تهجم عدد من الأهالي اللبنانيين في منطقة بعلبك (شرقي لبنان) على مدرسة رسمية لاستقبالها طلاباً سوريـــ.ــين، فيما أطفـــ.ــالهم لا يذهبون إلى المدرسة.
2- إضراب الأساتذة ومدراء المدارس الرسمية، وتحديداً المدراء، الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية، ما أعاق فتح المدراس أمام جميع الطلاب.
3- العمل بما نص عليه القانون، أي أن لبنان ملتزم بالحق بالتعليم للجميع اسوة باللبنانيين.
ورغم تأكيد وإصرار المصدر أن لا دوافع عنصرية، موضحاً أن “من سواك بنفسه ما ظلمك”، إلا أن النتيجة كانت حرمان 200,000 طالب/ة سوريـــ.ــين من التعليم، بحسب أرقام اليونيسف.
وعن التأخير في التوصل لحل يرضي الأساتذة المـــ.ــضربين المطالبين بتحسين رواتبهم، التي فقدت قيمتها بعد تهاوي قيمة الليرة اللبنانية بفعل الانهـــ.ــيار الاقتصادي منذ علم 2019 (خسرت الليرة 90% من قيمتها)، يقول المصدر، إن الجهات المانحة ترفض مساعدة الطلاب اللبنانيين، والدولة عاجزة عن دعم قطاع التعليم، ومن جهة الطلاب السوريين، أيضاً الجهات المانحة قلصت خدماتها لعدة أسباب منها الحرب الأوكرانية وأيضاً زلزال ســـ.ــورية وتركيا، وتوجهها لهذان البلدان.
وعن وجود خطة للتعويض للطلاب بعد إضراب الشهرين، يقول المصدر، لا تزال هناك أيام تعليمية، كما سيعمد المركز التربوي لدراسة وتتبع المنهاج الدراسي على الأرض، وفي حال كان هناك تقصير، سيتم وضع خطة حينها.
ووفقاً لإحصاء جرى على 55 عائلة ســـ.ــورية خلال فترة اقفال المدارس الرسمية (من ديسمبر حتى مارس)، فإن 78 بالمائة بلا تعليم، مقابل 11 بالمائة نقلوا أطـــ.ــفالهم إلى مدارس خاصة، فيما استعان 11 بالمائة بمعلمين خاصين.
وتبدو الحالة النفسية للطلاب المستطلعة آرائهم “سيئة جداً” بنسبة 78.18 بالمائة، و”سيئة” بنسبة 10.9 بالمائة، وجيدة بنسبة 10.9.
وعن الآثار النفسية والاجتماعية تقول المتخصصة في علم الاجتماع التربوي مي مارون، إن “من المؤكد أن في أي بلد أو مجتمع الفئة التي لا تتلقى التعليم تتعرض مستقبلاً للانحراف”.
تعود اسباب الحالات النفسية السيئة للطلاب معظم الاحيان الى غياب الاندماج الاجتماعي بين الطلاب الذي يؤدي بدوره الى العديد من المشاكل النفسية التي ممكن ان تؤثر بشكل مضر على سلوك الطلاب و بناء افكارهم و شخصيتهم بالمستقبل . بسبب فقدان الاهل الثقة بالمدارس الحكومية مما اضطر الاهل الى نقل اطـــ.ــفالهم الى مدارس خاصة مما زاد اعباء اضافية عليهم وخصوصا في ظل الازمـــ.ــة الاقتصادية التي يمر بها لبنان .
اما عن اسباب الحالات النفسية الجيدة للطلاب في تختصرعلى تلقي الطالب العلم و التدريس بشكل سليم مما يؤدي الى بناء جو ملائم و بيئة سليمة تجعل منهم ابناء جيل متقدم و حضاري .
وتضيف: المشكلة أيضاً أن هذه الفئة في أغلب الأحيان، وبسبب الجهل وعدم امتلاكهم أبسط المعلومات عن التربية أو الصحة، فإنه معرضون أكثر من غيرهم إلى مـــ.ــشاكل صحية، لاسيما أنهم قد يتزوجون في عمر مبكر”.
وتنبه مارون إلى خـــ.ــطورة تزايد عمالة الأطـــ.ــفال نتيجة التسرب المدرسي، ما قد يعرضهم إلى استغلال من أرباب العمل وممارستهم مهن خـــ.ــطرة”.
وتبدو أوضاع اللاجئين السوريـــ.ــين مرشحة لمزيد من الانهـــ.ــيار في ظل ما يعانيه لبنان من تدهور متسارع يرمي بظلاله على فئة اللاجئين والأطـــ.ــفال تحديداً، وفي ظل عدم وضوح الرؤية، يبقى هؤلاء في مهب الريح ومستقبلهم إلى المجول در.
من هنا لا بد من ان نواكب ادوات التواصل الاجتماعي الافتراضي الذي سوف يدلنا على المواضيع الأكثر تطرقاً إليها على مواقع التواصل الإجتماعي وكيف توزعة ردود الفعل وإختلفة المشاعر على الحسابات على مدار سنة 2022.
فلاحظنا في بداية العام الدراسي في 23-27 ايلول توقع الناس ما عانوا منه في العام الدراسي السابق وعاشوا القلق والخـــ.ــوف بسبب الاوضاع الراهنة من اللازمة المالية والقتصادية ومدى تأثيرها على العام الدراسي 2022-2023 .
اما بعد ان كان الدور الحكومي غائب عن مطالب الاساتذة ، اصبح هاجس خسارة العام الدراسي امر محتم مما زاد الخوف و القلق ما نشاهده امامنا في البيان ادناه
و خصوصي في فترة 10-15 كانون الاول ، هذه الفترة المفصلية التي اعتاد الطلاب و الاهالي ان يترقبوا فيها اضـــ.ــراب الاساتذة من كل سنة .
تم انتاج هذا التقرير بالشراكة مع مؤسسة مهارات بدعم مالي من أكاديمية دوتشيه فيليه ضمن مشروع
“Data for Crisis”
إن الآراء الواردة في هذا التقرير هي مسؤولية المنتجين : احمد صلاح عيشان ، اسمهان رضا صفي الدين ، هبة امين ، عبيرعبد الله ولا تعبر عن آراء وموقف أكاديمية دوتشيه فيليه او الجهات المانحة لها او مؤسسة مهارات.