الفراغ الرئاسي محسوم… المـــ.ــعركة لم تبدأ بعد
لم تبدأ المعـــ.ــركة الرئاسية في لبنان بعد بالرغم من قرب موعد انتـــ.ــخاب رئيس جديد وانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون،
لكن المرشحين المحتملين على كثرتهم ليسوا مهتمين بالمهل الدستورية على اعتبار ان الفراغ بات امرا محسوما ولا مجال للوصول الى تسوية رئاسية في ظل الواقع الداخلي الحالي والواقع الاقليمي والدولي المتغير والمتحول بسرعة قياسية.
تحسم الغالبية العظمى من القوى السياسية مسألة الفراغ الرئاسي، بالرغم من ان بعضها لا يعلن بشكل صريح عن هذه القراءة السياسية، ليتركز الاختلاف على مدة هذا الفراغ.
الاكيد ان السلوك السياسي للافرقاء الداخليين لا يوحي بإنتـــ.ــخاب قريب لرئيس جديد، وفي الاصل لم تبدأ حتى الآن عملية التفـــ.ــاوض والتشاور والتسويق لاي مرشح او شخصية سياسية مارونية.
اسباب كثيرة تزيد من احتمالات الفراغ الرئاسي، اولها عدم نضوج اي تسوية اقليمية، اذ ان رئاسة الجمهورية في لبنان لا تزال خاضـــ.ــعة على أقل تقدير للتأثير الخارجي، وعليه فإن الذهاب الى تحديد هوية الرئيس السياسية وانتمائه السياسي لا يخرج من طبيعة التوازنات التي ستصل اليها التسويات الاقليمية التي تتأرجح.
لا يمكن تخيل تسوية رئاسية في لبنان في حين ان الواقع الاقليمي متفـــ.ــجر، فالتسوية في المنطقة ستنعكس تسوية في لبنان والعراق وغيرها من المناطق،
توافق المتحاورون على ذلك ام لا، فعملية التأثر العضوية ستشمل عددا لا بأس به من الساحات، لذلك يجب متابعة كيفية تطور الحوار الخليجي السوري والخليجي الايـــ.ــراني اضافة الى المسار الذي سيتخذه الاتفاق النووي الايراني.
اضافة الى الواقع الاقليمي، لا يبدو ان التوازنات الداخلية تساعد في الوصول الى تسوية رئاسية سهلة، فأولا لا تظهر الاطراف المسيحية الكبرى حماسة لتسوية سريعة لانتـــ.ــخاب رئيس جديد خصوصا انها باتت بشكل او بآخر خارج الصورة الرئاسية وانحصر دورها في المساهمة في صنع الرئيس المقبل.
وعليه لماذا الاستعجال والتسليم بوصول شخصية “صف ثاني” في حين ان التطورات الدولية والاقليمية قد تعيد حظوظ هذا الزعيم او ذاك في اي لحظة سياسية مقبلة؟
تنتطر القوى السياسية ما ستؤول اليه المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية على اعتبار ان تأثير هذا الملف سيكون كبيرا على كامل المشهد اللبناني،
ليس لان مسار التسوية الذي سينعكس على التنقيب والترسيم سينعكس حتما على الرئاسة فحسب، بل لأن التوازنات الداخلية ستكون مختلفة وفقا لاسلوب حل “الخلاف الحدودي”، حتى ان طموحات اللاعبين الداخلين ستتغير.
اسباب كثيرة تساهم في زيادة حظوظ الفراغ منها عدم رغبة “التيار”في الذهاب الى خطوات سياسية كبيرة قبل استيعاب خروجه من السلطة وانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون،
ومنها رغبة الفريق المتحالف مع “الحـــ.ــزب” انتظار الطعون النيابية المقدمة الى المجلس الدستوري التي قد تؤدي الى تحسين واقعه النيابي وتعزيز نقاطه الرئاسية..
علي منتش_لبنان 24