عهد عون في عامه الاخير باسيل يخوض معـــــركة الوجود الاستمرارية

مع بلوغ عهد الرئيس ميشال عون عامه الاخير ، تبلغ المأســـــاة حدودا لم يشهد لها تاريخ لبنان مثيلا منذ تأسيسه ككيان مستقل في مطلع القرن الماضي ،

 

بحيث  كان علامة فارقة كنظام برلماني ديموقراطي، في محيط يغلب عليه طابع التوريث او الانقـــــلابات العســـــكرية العنيفة.

 

خاتمة  عهد عون لا تكمن في بروز ظاهرة التـــــوتر  الذي طبعت كل نهايات  العهود الرئاسية  بعد الاستقلال مع بعض الاستثناءات بل بكونها تؤشر لحقبة عصيبة تهـــــدد مصير لبنان ووجوده وكيانه ،

 

فكل دروب الازمـــــات المستـــــعصية تنذر بمعـــــارك طاحنة بين القوى السياســـــية وستفضي حكما إلى مؤتمر تأسيسي أو البحث الجدي في عقد اجتماعي جديد.

 

التيار الوطني الحر يخوضها  معـــــركة وجودية بوجه ما يسميها” المنظومة الحاكمة”بعدما افرغ  ما في جعبته من كل التسويات والتفاهمات التي ادت إلى بلوغ عون سدة الرئاسة،

 

و بالتالي لا بد من خوض مواجـــــهات عنـــــيفة عند بلوغ العهد عامه الاخير باعتبارها السبيل الوحيد لتحصيل ما أمكن من أوراق داخل تركيبة  السلطة وفي الشارع.

 

من هنا، تتصاعد الدعوات داخل التيار والكتلة النيابية العونية بالاستقالة والعودة  إلى الجذور ايام قصر الشعب، و هو ما يعتبر الخيار الوحيد أمام الاستعصاء الســـــياسي وبلوغ الازمة حدودا غير مسبوقة،

 

لكن دون ذلك عقبات كثيرة ليس اقلها حجم  التصدعات التنظيمية والشعبية داخل التيار الوطني ، و من غير الممكن القفز فوقها وتجاوزها عبر غبار المعابر الســـــياسية المحتدمة.

 

يحاول  باسيل التمظهر بحالة التمرد على الطبقة السياسيـــــة واعتماد خطاب  الجنرال ميشال عون ايام الحكومة العســـــكرية المؤقتة في قصر بعبدا مع اختلاف المواقع بكونه رئيس التكتل المســـــيحي الأول نيابيا ،

 

لكن هذا الأداء يفتقر إلى الواقعية كون تجربة باسيل السياسيـــــة صنعها بصفته ممثلا لعون الزعيم المـــــسيحي مقرونة بوجوده في السلطة.

 

المعضلة الأهم  امام  باسيل هي في كونه  سيفقد عند نهاية عهد  الرئيس عون حظوة التوقيع الرئاسي دون تحقيق إنجازات تشكل منطلقا لمستقبله السياسي والرئاسي ،

 

فالعقـــــوبات الأميـــــركية يمكن تجييرها في الداخل والخارج  وانتظار تغييرات إقليمية تصب في إعادة تعويمه،  لكن هناك  تفكك الدولة ووصولها إلى الحضيض. كما لا يمكن الركون إلى سلطة تضمحل وتتلاشى،وبالتالي،

 

وفي ظل حدة التناقضات، ما من سبيل متاح أمام باسيل حاليا  سوى التصـــــعيد السياســـــي وخوض المواجهـــــات كونها السبيل الأضمن للاستمرارية في ظل هذه الظروف  الملتهبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!