حكومة أم الفوضـــــى أم لعنة النطام السياســـــي
لا يأبه من يفت الخبز فوق الشاي والحليب لمصير الحكومة وتطورات الاتصالات السياســـــية، وجلّ اهتمامه التغلب على مصائبه جوعا وقهرا وذلا.
في المقابل يبدو ان أطرافا سياســـــية عدة لا تجد نفسها معنية بهذا القهر والذل بقدر انشغالها بتحديد جنس ملائكة الحكومة وشياطينها.
في السابق استغرب ديبلوماســـــي سابق في بيروت الهرولة صوب الفوضـــــى في نهاية عهد الرئيس امين الجميل ،
لكن ما فات هذا الديبلوماســـــي هو تقدير حجم الاستـــــهتار الحالي وبلوغ الأنانية حدود دفع لبنان نحو الخـــــراب الاخير من أجل المحافظة على سلطة آيلة للسقوط حتما.
من الواضح ان قرار فريق رئيس الجمـــــهورية وتياره المحافظة على الحدود الدنيا للمؤسسات الدســـــتورية والتنفيذية، لا بل الذهاب إلى الفراغ الكامل عند بلوغ عهد عون عامه الاخير .
المفارقة في الخطاب السياســـــي القائم التركيز على إطلاق الوعود في ظل طغيان الطابع الانتخابي، في حين ان لبنان على مشارف السقوط في حال من الفلتان والفوضـــــى لا مثيل لها.
الاستعـــــصاء في تشكيل الحكومة منذ استقالة حكومة حسان دياب مرده حاجة التيار الوطني الحر الى الظفر بالثلث المعطل في الحكومة كتعويض مفترض عن التوقيع الرئاســـــي،
وهذا الامر محط استهجان ورفض من قبل الأطراف الداخلية كما الجهات الخارجية ، ويخوضها النائب جبران باسيل بعد العـــــقوبات الاميـــــركية بصفتها حربا وجودية كونها السبيل المتاح لضمان مستقبله السياســـــي والشخصي.
لذلك، وفي ظل الرفض العارم لان يتحول فريق سياســـــي وحده الى شريك حكومي مضارب دون تحمل تبعات السلطة في زمن الانهـــــيارات ،
يعمد التيار الوطني الحر إلى الهروب إلى الأمام وخوضها حربا على النظام السياســـــي بحجة وجود علل في النصوص الدستـــــورية،
علما بأن الدفع في هذا الاتجاه قد لا يصب في مصلحة الشعارات المرفوعة باستعادة الحقوق المسيـــــحية كون باب التعديلات الدستـــــورية، قد لا يكون في مصلحة المسيحيـــــين.
في هذا المجال، يعرب احد النواب السابقين الذين شاركوا بصياغة إتفاق الطائف عن اسفه” لعدم القدرة في حينه على إقرار الدولة المدنية الحديثة،
فليس بالأمر المتاح عند كل أزمة سياســـــية إجراء إصلاحات تعيد الحيوية للنظام السياســـــي المتهالك في لبنان ،
ومن الصعوبة راهنا تنظيم مؤتمر تأسيسي شبيه بالطائف في ظل التخلي الدولـــــي عن لبنان وتركه يغرق بازماته السياســـــية المستعصية”.
يؤكد السياســـــي المذكور، “بأن الفقر والعتمة وذل الطوابير ليست حكرا على طائـــــفة دون أخرى ، فالجميع يغرق في مركب واحد وليس من سبيل للإنقاذ سوى التصرف بروح وطنية بدل الشعبوية الطائفـــــية التي تزيد من سرعة التدهـــــور إلى حفرة الانهيـــــار الشامل .