أزمة الغاز تنطلق وباخرة تنتظر في المياه الإقليمية
إنتظر عشرات اللبنانيين أمس، في طوابير طويلة لتعبئة قوارير الغاز المنزلي وسط تحذيرات أطلقها موزعون من احتمال انقطاعها كما غيرها من مواد رئيسية، في بلد يشهد انهياراً اقتصادياً متسارعاً منذ عامين.
عقدت نقابة موزعي الغاز بالمفرق والجملة ومستلزماتها في لبنان اجتماعاً مع رئيسة مصلحة الاقتصاد في الشمال لمى علم الدين،
برئاسة ممثل النقابة في الشمال مصطفى عتر ووفد النقابة، وفي حضور مستشار وزير الاقتصاد غسان بريص.
وبحث المجتمعون في مشاكل الموزعين من “النقص الحاد في مادة الغاز، واحتكارها من قبل بعض الشركات، وصولاً إلى عدم حصول الموزع على حصته المعتادة،
والتعاطي معه بفوقية مطلقة لدرجة أنه لا يجرؤ أن يشتكي فيعاقب من قبل شركات الغاز أو عدم انصاف منطقة الشمال بالاعتمادات الموجودة والمخصصة لقطاع توزيع الغاز،
خصوصاً نقابة موزعي الغاز”. وأبدت علم الدين تأكيدها متابعة هذا الملف مع الشركات المعنية.
وكان حذّر رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز فريد زينون من انقطاع قوارير الغاز المنزلي خلال أسبوع إذا لم يدفع مصرف لبنان الاعتمادات اللازمة للمستوردين.
السوق السوداء
وفي السياق قال زينون لوكالة “فرانس برس”: “المخزون الحالي يكفينا أسبوعاً، وإذا لم تحلّ المشكلة ستباع قوارير الغاز في السوق السوداء”.
ويبلغ سعر قارورة الغاز المنزلي حالياً نحو 60 ألف ليرة (40 دولاراً بحسب السعر الرسمي وثلاثة دولارات بحسب السوق السوداء). ومن المرجح أن يتخطى سعر القارورة مئة ألف ليرة في السوق السوداء.
وأشارت الوكالة الفرنسية الى أن “الحدّ الأدنى للأجور يبلغ 675 ألف ليرة، أي ما يعادل 450 دولاراً قبل الأزمة و30 دولاراً اليوم بحسب سعر الصرف في السوق السوداء، ويحصل غالبية اللبنانيين على أجورهم بالعملة المحلية.
وأضافت: “جراء الانهيار الاقتصادي الذي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي،
قدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قبل أيام أن نسبة 78 في المئة من السكان باتوا يعيشون في الفقر، فيما يعيش نسبة 36 في المئة في فقر مدقع.
ومع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان وتأخره في فتح اعتمادات للاستيراد، تشهد البلاد منذ أسابيع طويلة شحّاً في مواد رئيسية عدة بينها الوقود والأدوية.”
وقال زينون إن “سبب الشحّ الحالي بالغاز المنزلي هو عدم فتح اعتمادات من قبل مصرف لبنان”، مشيراً إلى أن باخرة محملة خمسة أطنان تنتظر منذ 17 يوماً في المياه الإقليمية، لكنها لم تحصل على موافقة حتى الآن.
وفي صيدا، انتظر العشرات منذ الصباح لساعات عدة أمام احدى شركات توزيع الغاز المنزلي لتعبئة قواريرهم.
وفي عكار شمالاً، شهدت شركات توزيع الغاز المنزلي “زحمة غير مسبوقة”.
ونقلت الوكالة عن وليد الحايك، صاحب شركة توزيع في احدى البلدات قوله إن “الشركات المستوردة توقفت عن توفير حاجاتنا من الغاز”، مشيراً إلى “تأخر المصرف المركزي في فتح الاعتمادات اللازمة.”