تقاعس أميركي في سوريا وثابتة واحدة بشأن الاسد
انتقد جوش روغين، الكاتب الأميركي في صحيفة “واشنطن بوست”، سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن في سوريا، مشيراً إلى أنّه لم يتوصل إلى صياغة استراتيجية جديدة بعد مرور نصف عام على تنصيبه رئيساً.
وحذّر روغين من أنّ كلاً من موسكو وطهران ونظام (الرئيس السوري بشار) الأسد “يستغل التدهور على الأرض، في وقت تتقاعس فيه واشنطن “آملةً في تحسن الوضع”.
وإذ ذكّر روغين باعتماد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً يجدد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة سنة عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية الشهر الفائت،
وبإعلان وزير الخارجية أنتوني بلينكين عن حزمة عقوبات جديدة بحق ثماني شخصيات سورية، استدرك قائلاً: “على الأرض في سوريا، يكاد وجود الولايات المتحدة يكون غائباً”.
ونقل روغين عن مدير منظمة “الخود البيضاء” رائد الصالح حديثه عن تكثيف الجيشيْن السوري والروسي أعمالهما في إدلب،
معتبراً أنّ الولايات المتحدة قدّمت قرار تمديد المساعدات على أنّه “انتصار”. وتابع الصالح قائلاً: “إلاّ أنّ أحداً لا يركز على التصعيد الذي يمارسه نظام الأسد وروسيا اليوم”،
على حدّ تعبيره. وهاجم الصالح السياسة الأميركية في سوريا قائلاً: “ما زلنا نجهل الاستراتيجية الأميركية الجديدة في سوريا”، مضيفاً: “لا نعتقد أنّ سوريا على قائمة أولوياتهم”.
في المقابل، أوضح مسؤولون أميركيون لروغين أنّ الإدارة تركز على الوضع الإنساني في سوريا، وأنّ فريق بايدن يبدي تفاؤلاً حذراً لجهود وجود فرصة أمام إجراء المزيد من المفاوضات الأميركية-الروسية في ما يتعلق بسوريا. وكتب روغين:
“إلاّ أنّ المسؤولين أقروا أن استراتيجيتهم الديبلوماسية لم تُحسم بعد، بل تنتظر نتائج عملية مراجعة للسياسة الداخلية لم يتم التوصل إليها بعد”.
ونقل روغين عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: “لم تتغير سياستنا إزاء نظام الأسد. ما زالت مخاوفنا نفسها على مستوى غياب الشرعية هناك (في سوريا)”.
توازياً، لفت روغين إلى أنّ بلينكين لم يعيّن ممثلاً خاصاً إلى سوريا بعد، ناقلاً عن معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لـ”فريق عمل الطوارئ السورية” والعضو السابق في فريق عمل قانون “قيصر”،
اعتباره أنّ التأخير في اتخاذ هذه الخطوة يبعث “إشارة واضحة إلى أنّ سوريا ليست أولوية بالنسبة إلى الإدارة (الأميركية)”.
وحذّر مصطفى من أنّه بسقوط إدلب ستنتفي الأسباب التي من شأنها أن تدفع الأسد إلى التفاوض، مشيراً إلى أنّه ذلك سيعني مزيداً من التطرف واللاجئين وانعدام الاستقرار…
وهنا، عاد روغين إلى فريق بايدن، مبيناً أنّه يواجه أسئلة الرؤساء أسلافه نفسها لجهة الخيارات القادرة على تغيير حسابات موسكو والأسد، مشيراً إلى أنّ العقوبات ليست كافية وحدها.
وعليه، نقل روغين عن المدعي الأميركي السابق، ستيفن راب، تكراره الموقف الأميركي من عودة العلاقات بين سوريا وغيرها من البلدان، وذلك بعد انطلاق قطار التطبيع الخليجي مع سوريا.
إذ قال راب: “من الضروري عدم حصول تطبيع للعلاقات مع الأسد، وعلينا ثني الدول الأخرى عن القيام بذلك أيضاً”، مضيفاً: ”
لا يمكن للأسد أن ينعم بثمار الانتصار، يجب أن يمثّل هذا موقفنا الثابت”.
بالعودة إلى روغين، كرّر تحذيره في ختام مقاله من تقاعس الإدارة الأميركية، قائلاً: “الأمل في ألا يسوء الوضع ليس استراتيجية”.