إعترفوا بفشلكم وارحلوا كلكن قشة لفة

إعتاد اللبنانيون مع بداية كل أسبوع على “نغمة” تقول “إن هذا الأسبوع سيكون حاسمًا حكوميًا”. ومع كل بداية لا تكون النهاية. حتى أن معظمنا،

إن لم نقل جميعنا، قد أصبح مقتنعًا بأن ثمة قرارًا في مكان ما بعدم ترك البلاد تتنفس طبيعيًا.

وأكثر من ذلك لا نزال نلاحظ أن هناك من لا يريد قيامة قريبة لبلد يُصلب كل يوم على خشبة المصالح والأنانيات.

والأنكى من كل ذلك أننا لا نزال نسمع هذا البعض يردّد في المناسبات العامة والخاصة، وبما يشبه “تربيح الجميل”، أن لا همّ له في هذه الدنيا سوى المصلحة العامة،

وأنه يستميت من أجل هذه المصلحة، أو بالأحرى من أجل مصلحة طائفته المهمّشة وحقوقها المهدورة والمعرّضة للإنتهاك.

بصراحة متناهية ونقولها للجميع من الآخر إن هموم الناس في مكان وهمومكم الشخصية أيها المسؤولين “الصوريين” في مكان آخر.

هذا ليس حكمًا نطلقه جزافًا، بل هو نتيجة ممارساتكم الخاطئة وسياساتكم القائمة على المحاصصة والكيدية.

هي التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه من “تعتير”

. صدّقونا إن قلنا إن ما تقومون به، أو ما توهمون الناس بأن ما تقومون به هو من أجل مصلحتهم، وإن أخبار الحكومة الوهمية قد باتت آخر إهتماماتهم، لأنهم قد إكتشفوكم على حقيقتكم، ولم تعد تنطلي عليهم “خزعبلاتكم” والآعيبكم الصبيانية.

ماذا تنتظرون لكي تفسحوا في المجال أمام غيركم ممن لم تتسخ أيديهم بقذارات السلطة؟ لماذا لا تعترفون بفشلكم وتتركون الساحة لمن تليق به وقفة الساحات؟

الناس كفروا بمشاحناتكم وخصوماتكم الوهمية، وقد كنتم بالأمس القريب “قابرينو سوا للشيخ زنقو”. الناس لم تعد تريدكم. “كلكن يعني كلكن قشّة لفّة”. لا إستثناء ولا تمييز. جميعكم شاركتم بالسلطة بطريقة أو بأخرى.

جميعكم ومن دون أحكام مسبقة كانت لكم “لمساتكم السوداء” على صفحات مستقبل أولادنا، الذي كنا نعتقد أنه سيكون أبيض. جميعكم سايرتم ودخلتم في إتفاقات ثنائية أوصلتنا إلى ما لا نُحسد عليه.

بالأمس عندما تلاقت مصالحكم وعقدتم تفاهمات جانبية قلنا “الله يستر”. لقد رأينا بأم العين إلى أين أوصلتنا تلك التسويات،

التي فرطت عند أول إمتحان. لم تراعوا مصلحة الآخرين عندما كانت مصلحتكم الشخصية تعلو فوق أي مصلحة أخرى “فأكلناها بالعتيقة”. واليوم، وبعدما أصبح تفاهمكم على حكومة إنقاذية، بحجة أو بأخرى،

أمرًا مستحيلًا، لم يعد في مقدوركم إقناع من يسعى إلى لقمة عيشه بشقّ النفس، ومن لا يستطيع تأمين دواء لإبنه المريض، ومن لا يأكل في اليوم سوى “وقعة” واحدة، لأن كيلو اللحم أصبح بـ 180 ألف ليرة.

لم يعد وجودكم في قصوركم يعني للناس شيئًا. لقد اصبحتم بالنسبة إليهم مجرد “ديكور” لا حياة فيه. حسّوا على دمّكم وأرحلوا بشرف قبل أن تُطردوا من الهيكل شرّ طردّ، حيث لا يعود ينفع الندم ولا البكاء على الأطلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!