تشجيع السوق السوداء ولبنان امام أزمات كبيرة
دخل لبنان أبواب جهنّم بكل خطا ثابتة، من دون عوائق أمامه. دخلها وهو واثق أنّ جهنّم تحتاج للمزيد من الضحايا.
اليوم لبنان يعيش وضع مزري، لا يوجد فيه أبسط مقومات الحياة من كهرباء وماء ومحروقات.
وأكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح تحت خط الفقر، وكلّه بسبب عهد حوّل حياتنا لجحيم وخنقنا بإنجازاته الّتي لا تعدّ و لا تحصى.
فمن أهم إنجازاته رفع الدعم عن كل شيء، وهذا الإنجاز يشهد له الشعب اللبناني بأنّه إنجاز إنتحاري بإمتياز.
وكما يقال “الخير لقدام”، وما زلنا ننتظر باقي الإنجازات لهذا العهد الأسود القاتل ببطء.
منذ بداية الأزمة، صَدَحَ إسم السوق السوداء. وبات ملجأً لكلّ الشعب، وبدلاً أن نوقف السوق السوداء عند حدودها طاوعناها وشجّعناها على المضيِّ قُدُماً.
فكنا بمشكلة سعر الصرف الّذي لا نراه ثابتاً إنّما مستمر في الصعود، وقد بلغ حتّى الآن في أعلى مستوياته ما يقارب *18 ألف* وما يزال مستمر في الصعود.
ثمّ إنتقلنا إلي المحروقات، فأصبحنا نرى غالونات البنزين والمازوت على الأرصفة و بكميات هائلة. وسعر كل غالون يبلغ حوالي *50 ألف* إلى *100 ألف*،
فما بالكم حتّى نهار الأربعاء عندما تبدأ المحطات بإعتماد على سعر الصرف *3900*.
إنّ الأسوأ من كل هذا أيّها اللبناني هو تشجيعكم للسوق السوداء. وخاصةً عندما تأتيكم حوالةٌ مالية من الخارج، فتسارعون لحظتها إلى بيع الدولار بالسوق السوداء،
وذلك لأنّكم تعتقدون بأنّها تجلب لكم عملة أكثر بالليرة اللبنانية. ولكن مع الأسف ألا تعلمون بأنّ الليرة فقدت قيمتها،
مثلاً إذا بعت *100 دولار* بسعر الصرف *18 ألف* أي تساوي *مليون و 800 ألف* فهي لا تساوي شيئاً في هذه الأزمة، وذلك لأنّ كل أسعار السلع مرتفعة.
يعني بالمختصر قيمتها تساوي قيمة *100 دولار* على سعر الصرف *1500*، أي لم يعد لليرة أيّة قيمة بالنظر للعملاق الدولار.
وكما هو حال المحروقات، فالشعب يذهب مسرعاً لشراء الغالونات الّتي تباع بالسوق السوداء، بحجّة أنّ هناك طوابير على المحطات والإنتظار صعب.
الشعب عليه أن يُسْقِطَ منظومة الفساد، فلنبدأ بالسوق السوداء، الّتي لعبت دوراً مهماً في هذه الأزمة،
فإمتصت دماء الشعب الفقير الّذي لا حول له و لا قوّة. ومن ثمّ نعود لإسقاط من يعتبرون أنفسهم حكام لبنان الفاسدين.
نوال العبدالله