المسيحيون يبحثون البدائل عن باسيل وجعجع وفرنجية والجميّل

كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:

لا يقف الكلام الفرنسي الصادر عن وزير الخارجية جان إيف لودريان حول “البدائل” عند البديل عن كلّ من الرؤساء الثلاثة في السلطة،

بل يلامس هذا الكلام الواقع الذي تبحثه الكواليس العميقة في الأحزاب اللبنانية، وخصوصاً المسيحية الأربعة،

التي أصبحت قياداتها مقتنعة بأنّ المقبل من الأشهر والسنوات سيفرض عليها إشعال النار تحت طبخة إنتاج نماذج بديلة، سيّما أنّ كلاَّ منها مناط بأخطاء ورهانات هدّامة تناقضت ثمّ تلاقت على طريق الإنهيار.

القوات اللبنانية
بقدر الإنفلاش الشعبي والنيابي الذي حقّقه حزب “القوات اللبنانية”، بقيادة سمير جعجع منذ خروجه من المعتقل، داخل البيئة المسيحية- وخارجها- بقدر ما يجعل من عمليّة وراثة هذا الرجل مسألة صعبة على مستويين:

مسيحياً، تمكّن جعجع من ترسيخ العصب القواتي المسيحي في شخصه العسكري، على طريقة “الأمر لي”، فكان ترشّحهلرئاسة الجمهورية في العام 2014، فعقد المصالحة مع “التيار الوطني الحر”،

فترشيح العماد ميشال عون إلى الرئاسة والرهان على الثنائية المسيحية، وهو “الخطأ” الذي حاول تصويبه متموضعاً بعد 17 تشرين الأول 2019.

أمّا حزبياً، فتبقى مسألة انتقال السلطة في قيادة “القوات” شاقّة إن كانت ستحصل تبعاً لاستحقاق ديمقراطي داخلي للمرّة الأولى منذ تحوّل “القوات” إلى حزب سياسي.

 

التيار الوطني الحر
مع وراثته السياسية للعماد عون، حوّل جبران باسيل “التيار” من حالة عونية إل حزب نجح في وضع اليد على سلطته ونهجه السياسي المطابق لشخص المؤسس.

إلاّ أنّ أسلوبه وسّع دائرة الإعتراض وأكثرَ من المنتفضين في وجهه، حتّى لدى الشريحة التي أبت في لحظة معيّنة التمرّد “كرمال الجنرال”.

أمّا مع وصول عون إلى حيث أراد في بعبدا، وبدء أحداث 17 تشرين التي أطلقت السهام الحارقة على تسوية الـ2016

وشخص باسيل الذي اختار أن يخوضها Soldفي غمرة وحول العقوبات الأميركية بحقّه، فالإستياء الفرنسي من سلوكه في تأليف حكومة برئاسة سعد الحريري.

لا يبدو إنتاج البديل في رئاسة “التيار” ممكناً، أقلّه حالياً، فباسيل، المنتخب بالتزكية في الـ2015، لم يختر تجرّع كأس الديموقراطية الإنتخابية في الرئاسة وتحرير خيارات المحازبين، مع ضرورة التسجيل أنّ الكلام عن مرحلة إنتقالية في “التيار”،

إن كانت واردة، يستوي عملياً ما بعد الرئيس عون، وليس قبل ذلك، وذلك مرتبط بالوضعية السياسيّة التي سيبلغها “التيار” حينها.

 

المردة
محتفظاً برئاسة “تيار المردة” ومسلّماً أمانة المقعد الماروني في زغرتا إلى نجله طوني فرنجية، كرّس سليمان فرنجية رغبته الثابتة في الوصول إلى رئاسة الجمهورية،

متفرّجاً على عهد خصمه يترنّح ويتدهور، ومحافظاً على نمطه السياسي المعروف في مراقبة تبدّل الظروف والتقاط اللحظة متى سنحت.

الواقعيّة التي ينتهجها فرنجية ورثها نجله طوني، وهي واقعيّة عاش في ظلالها البلد، أقلّه خلال الـ3 سنوات التي سبقت 17 تشرين، ودفع ثمنها “المردة” عند محطّات عدّة.

إلاّ أنّ زمن التبدّل سيفرض على “المردة” خطوة تناسب الواقع الجديد، لا التقليدي، أمام ذهنية مختلفة طارئة وأمام شارع يبحث عن بديل لا يُشبه الأصيل، وعن نهجٍ منتفض على عقليّة الأحزاب المشاركة الدائمة في السلطة منذ الطائف حتى اليوم.

 

الكتائب اللبنانية
الحزب الذي عايش، من ضمن المعادلات، حقبات تبدّل الأزمنة السياسية في لبنان، يعوّل على انتفاضة أخرجه بها سامي الجميّل من السلطة لخلق معادلة جديدة يعتبر أنّها ترسّخت ما بعد 17 تشرين،

متّكئاً بجزء كبير من اعتباراته ورهاناته على التطلّع الغربي الذي تظهّر في المواقف الأميركية والفرنسية تجاه مستقبل لبنان.

يرفض الجميّل دخول الملعب المسيحي، حيث الأحزاب الثلاثة الأخرى، ويمتنع عن انتهاج خطاب مسيحيّ يمينيّ يُشكّل امتداداً للخطاب “البشيريّ”، الأمر الذي وضع الحزب في مقلبٍ مدنيّ أبعده عن سباق الموارنة إلى القصر.

وقد يكون التعدّد الدائم للأجنحة الكتائبيّة نعمةً في الحزب العريق، لأنّ ذلك يجعل من الخيارات الأخرى متوفّرة لملاقاة التغيّرات، على أن تكون القيادة مستعدّة لهذه التغيّرات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!