خط عسكري للحزب على محطات الوقود
كتب أسامة القادري
أكثر من يساهم في سرقة السلع المدعومة على أنواعها، وفي اذلال اللبنانيين هي سلطة “التهريب واحتكار السلع”، والابداعات في انتهاك كرامات الناس،
من خلال حديث مسؤولي هذه السلطة وترويجها عن اقتراب موعد رفع الدعم، كأنها تنطق بـ”كلمة السر المشفرة” بينها وبين “كارتيلات” التهريب والاحتكار.
لتصبح بسحر ساحر مفقودة كلياً. وتتحول السوق برمتها الى سوداء خاضعة لشريعة الغاب.
فكان آخرها الحديث عن رفع الدعم عن الطحين الذي لا يعتمد عليه في صناعة الخبز. وكأن المواطن لا يكفيه ما يعانيه من ذل في فقدان المحروقات، والادوية وصولاً الى حليب الاطفال،
بعدما جففت قوى الامر الواقع السوق اللبنانية منها ومن اللحوم والمواد الغذائية المدعومة والمحروقات،
وذهابها الى جيوب كارتيلات التهريب الى سوريا والمنتفعين الحزبيين، وبالتالي لم يصل للمواطن اللبناني من “البقرة” الا أذنها،
فيما علف الدواجن والمواشي تحوّلت الى دولارات طائلة لم تشبع بطونهم، لتطير الاسعار وتحلق دون رادع يدافع عن المال العام المنهوب.
فكانت آخر ابتكارات وابداعات قوى الأمر الواقع للحصول على البنزين وتهريبه الى سوريا عبر المعابر الشرعية، من دون المرور في الطوابير الطويلة،
بعدما امتنعت الشركات منذ اسبوعين عن تسليم صهاريج التهريب الى سوريا بسبب تقلص الكميات واقتراب موعد رفع الدعم عن البنزين،
لتعزف على الايقاع ذاته بسياسة “التجفيف” للسوق المحلية اللبنانية من الوقود، حتى من محطات الشركات التي ما زالت تقوم بالتعبئة للسيارات،
ما دفع بأمين عام “الحزب ” الى مطالبة الدولة اللبنانية التوجه الى ايران لشراء المحروقات بالليرة اللبنانية اسوة بفنزويلا، وامام هذه المطالبة المبهمة عمد “الحزب” الى توظيف أشخاص في محطات وقود بقاعية،
مهمتهم تنظيم دخول السيارات الحزبية الى المحطة وتعبئة خزاناتها من دون الإنتظار في طوابير طويلة.
هذا ما احدث حالة من البلبلة في الوسط الشعبي البقاعي خاصة بين المواطنين المنتظرين ادوارهم لساعات طويلة امام المحطات،
واداراتها الاستنسابية على حساب كرامات الناس. في وقت أن سعر صفيحة البنزين وصل في السوق السوداء البقاعية الى 100 ألف ليرة.
لذا كثيراً ما ادى تجاوز سيارات “الحزب” الى اشكاليات وصلت الى حد العراك بالايدي والعصي والتكسير والتهديد باحراق المحطة، كما حصل على إحدى المحطات في شتورا،
حيث قام احد الاشخاص المكلفين حزبياً بتمرير سيارات حزبية بالقوة.
وتوسعت حدة الاشكاليات إلى محطة ثانية أيضاً في شتورا اثر مشكل تسبب به محازبون ارادوا تعبئة خزانات سياراتهم بقوة السلاح، مما حدا بإدارتها لأن تعلن اقفالها كرد على هذه الاشكالية،
ما حرم المئات من اصحاب السيارات المنتظرة دورها منذ ساعات طويلة. وقد تكرر الأمر في أكثر من محطة أخرى في أكثر من منطقة.
موظف في إحدى محطات الشركات في البقاع الاوسط أكد لـ”نداء الوطن”، ان قيادة “الحزب ” جعلت في كل محطة شخصاً يقوم بتنظيم دخول السيارات الحزبية من دون مشاكل، وقال: ”
إن هذا القرار جاء بعد اشكالات عديدة وقعت بين محازبين ومواطنين وصلت الى شهر سلاح واعتقال،
وكان لافتاً ان أثناء عمل المحطة تقوم 20 سيارة بملء خزاناتها مرتين في اليوم”، فكانت هذه الخطوة لتأمين وصول سيارات المحازبين الى المحطات عبر “خط عسكري”.
وأكدت مصادر مطلعة ” أن “الحزب” اعتمد منذ نحو اسبوعين سياسة نقل المحروقات الى سوريا عبر سياراته المدنية وعبر الطرق الشرعية،
بعدما وقعت اشكالات بين محازبيه في الداخل السوري، وبين عناصر في الفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الاسد في ريف حمص بسبب المحروقات،
هذا ما دفع “الحزب” لان يوزع نحو مئتي سيارة على محطات بقاعية مهمتها جمع البنزين من اكثر من 15 محطة في البقاع الاوسط والغربي والشمالي، مقسمة الى 20 مجموعة،
كل واحدة مهمتها جمع الوقود من المحطات ليتم سحبها من السيارات لنقلها تباعاً وبشكل يومي الى سوريا عبر معبر المصنع اللبناني وجديدة يابوس الرسميين، بـ15 سيارة رباعية الدفع سوداء اللون،
تحمّل كل واحدة ما لا يقل عن 25 تنكة موزعة بين غالون 10 ليترات وصفيحة 20 ليتراً وتقوم بالمهمة أكثر من مرّة في اليوم الواحد.
ولفت مصدر مقرب من “الحزب ”
الى ان “الحزب لا يتاجر في البنزين انما ما يقوم به هو لآلياته المدنية والعسكرية الموجودة في سوريا”،
ورفض الحديث عن ان المحازبين ينتهكون كرامات الناس لتعبئة وقود سياراتهم “كل ما في الامر ان يحترم المواطن من ضحى بدمه من أجل تحرير الأرض ورد الارهاب”،
وقال المصدر: ”
هناك تضخيم في الارقام واعتقد ان الحزب لم تصل به الحال لأن يتاجر في البنزين، ربما هناك اشخاص منتسبون الى سرايا المقاومة يفعلون هذا باسم الحزب”.
وفي موضوع الطحين أكد مصدر أن كميات كبيرة من الطحين هربت خلال الاسبوعين الاخيرين الى سوريا عبر طرقات غير شرعية في منطقة البقاع الشمالي، استلمتها عناصر اجهزة امنية سورية من المهربين،
وقال مصدر سوري ان الطحين ينقل الى الداخل السوري والى ريف دمشق ليتم بيعه الى افران خاصة بأسعار السوق السوداء.
هذا ما يتسبب بفقدان مادة الطحين في افران الجنوب