هل تكون التسوية على حساب الحريري
تتسارع الاتصالات الخليجية الايرانية، من اللقاءات في بغداد، الى حديث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الايجابي عن ايران، الى التواصل الايراني مع البحرين وغيرها من المؤشرات التي توحي بأن التسوية اقليمية الكبرى باتت محتملة..
هذه التسوية التي تعتبر اولى نتائج العودة المحتملة للاتفاق النووي، تطرح سؤالا اساسيا مرتبطاً بالساحة اللبنانية، وهو هل سيكون البلد مستفيدا من الاستقرار المقبل على الاقليم؟
مصادر مطلعة تعتبر ان لبنان سيتأثر بطبيعة الحال بالواقع الاقليمي المستجد، لكن طبيعة هذا التأثر ليست واضحة، اذ من الصعب الحديث عن تدفق المساعدات المالية اليه مهما كانت نتائج التسويات.
وتعتبر المصادر ان المساعدات قد تكون محدودة وكافية لخلق نوع من الاستقرار النقدي ومنع استمرار الانهيار على حدته، لكن هذا كله مرتبط بشكل التسوية السياسية اللبنانية ومن سيرسمها.
تشير المصادر الى انه من الواضح ان ايران تعطي “الحزب ” توكيلاً حقيقيا في الساحة اللبنانية لكن هذا الامر يخلق مشكلة جدية،
اذ ان الحزب يتمسك بالرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة الذي يبدو انه بات المشكلة الحقيقية للسعودية.
وبحسب تسريبات اجتماعات بغداد فإن الرياض اكدت ان الحريري لم يعد يمثل مصالحها في لبنان، وبالتالي اي تسوية بين طهران والرياض في لبنان يجب ان يكون الجناح السعودي فيها شخصية غير الحريري.
وتلفت المصادر الى ان الحزب حتى اللحظة لا يرغب بتغيير نظرته الى الواقع اللبناني ولا يرغب بأن يستبدل الحريري لاسباب مرتبطة بتمثيله السني، كذلك فان الاكيد ايضا انه ليس في وارد القبول بشخصيات مثل نواف سلام مثلا.
يفضل الحزب الشخصيات التقليدية التي يعرفها وتعرفه، لذلك فهو في حال قرر الذهاب بعيدا في اختيار شخصية غير سعد الحريري فسيتجه الى شخصيات تمثل في الساحة السنية ولها علاقات واسعة مع القوى السياسية..
وتعتقد المصادر ان مشكلة الرئيس سعد الحريري تتعقد اكثر واكثر، وبدل ان تلعب التسوية لصالحه ها هي تعقد على حسابه من دون ان يمتلك اي قدرة واسعة على المناورة السياسية..
في المقابل تعتبر اوساط مطلعة” ان كل الحديث عن مرشح غير الحريري يبقى من باب التكهنات والتحليلات ، خصوصا ولن الحريري ،
كما تؤكد اوساطه ماض في مهمته ومنفتح على اي اقتراح يساهم في حل العقدة الحكومية.