السنيورة أخاف من أن تكون لدينا مزارع شبعا أخرى في البحر
أعرب رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة، عن مخاوفه من أن تتحول قضية ترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع إسرائيل إلى “مزارع شبعا أخرى”، في إشارة إلى التعثر القائم في مساعي ترسيم الحدود البحرية.
وأكد في حديث لـصحيفةالشرق الاوسط “انه حين نستند إلى أرضية صلبة بالمطالب اللبنانية الجديدة، سيدعم اللبنانيون جميعاً الفريق المفاوض”، لكنه نبه إلى أنه في حال لم تكن المطالب الجديدة مثبتة قانونياً، فإن المفاوضات قد تمتد لسنوات ونتأخر بالاستفادة من ثرواتنا.
وشرح السنيورة مسار الترسيم منذ عام 2007، موضحاً أن لبنان وقع مع قبرص ما يُسمى اتفاقية “خط الوسط” في 17 يناير/كانون الثاني 2007 من غير تحديد النقاط الثلاثية في الشمال والجنوب، بسبب العداء مع إسرائيل جنوباً، ورفض دمشق لترسيم مشترك للحدود شمالاً.
وقضت الاتفاقية بأنه لا يمكن لأي فريق أن يقوم بخطوة إضافية دون موافقة الفريق الثالث، وعليه قام الجانب اللبناني بترسيم الحدود بشكل منفرد، مؤكّدا أن “ما قمنا به لا قيمة قانونية له لأنها خطوة أحادية الجانب”.
وخلافاً للاتفاق مع لبنان، قامت قبرص بخطوة منفردة بعقد اتفاق مع إسرائيل في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 من غير استشارة لبنان، ما يعد خرقاً للاتفاق، وأودعت تل أبيب حدودها كما ترتئيها بالنقطة الثلاثية مع قبرص في الأمم المتحدة.
وبعد انطلاق المفاوضات في 14 أكتوبر 2020، اختلفت المطالب. ويقول السنيورة: “لا مانع من التعديل إذا كانت الأسباب مقنعة وليست اختراعاً لأهداف سياسية”.
وقال السنيورة: “أخاف من أن تكون لدينا مزارع شبعا أخرى في البحر”، موضحاً أنه لا يقول إن المطالب صحيحة أو خاطئة، لكنه يسأل: “ما استجد الآن لتعديل ما كان متفقاً عليه في السابق”.
ودعا إلى “عدم معالجة الأمور المتصلة بالنزاع البحري بطريقة شعبوية”، وأكد أنه “عندما تثبت حقوقنا قانونياً، ونمتلك أرضية صلبة لإثباتها، يجب أن نكون جميعاً مع تعديل المرسوم” الذي طالب به الوفد المفاوض.