زيارة سامح شكري مصر تفتح باب العرب إلى لبنان
تكتسب زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري بيروت أهميةً شكلاً ومضموناً. فهو أرفع شخصية عربية تزور لبنان الذي يعاني أقسى الأزمات. وهو بهذه الصفة العربية، قرّر أن يستثني من يمثّل نفوذ إيران في لبنان، أبرزهم الحزب وجبران باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب. فلذلك الزيارة استثنائية بكل المقاييس.
وصل الوزير المصري البارز إلى العاصمة اللبنانية بعد زيارة له لفرنسا، حيث كان الملفّ اللبناني في صدارة المحادثات بين الجانبين. والرسالة غير المكتوبة، التي حملها الوزير شكري إلى بيروت بعد باريس، تفيد عن وجود غطاء عربيّ للجهد الدولي كي يمضي لبنان على طريق الخروج من نفق أزماته.
لذا أتت ملاحظة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، بعد لقائه المسؤول المصري، في سياق ما انتهت إليه المحادثات المصرية – الفرنسية، إذ قال إنّ “المصريين والفرنسيين متخوّفون من انهيار البلد، ويريدون تشكيل حكومة قابلة للحياة”.
وتكشف هذه الأوساط عن قرار مصري اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتضمّن وجوب أن يحظى لبنان بحاضنة عربية مهما بدت ظروف هذا البلد محبطة. ولفتت إلى أنّ الجانب الفرنسي بعد كل المحاولات، التي بذلها لتشكيل الحكومة المنشودة في لبنان، قد وصل تقريباً إلى الحائط المسدود.
ولم تكن القاهرة بعيدة عن المعطيات التي أدّت إلى فشل المبادرة الفرنسية، وأبرزها قرار إيراني بعدم السماح لأي جهد خارجي يؤدي الى تراجع نفوذ طهران في لبنان.
وقد أتى قرار القاهرة، باستبعاد “الحزب” من جدول لقاءات الوزير شكري في لبنان، ردّاً على السعي الإيراني إلى الاستفراد بالقرار اللبناني. ولم يكن استبعاد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من هذه اللقاءات بأهمية استبعاد “الحزب. فرئيس “التيار” هو، حسب توصيف الأوساط الديبلوماسية، “أداة” بيد الذراع الإيرانية. وما عرقلة باسيل لجهود تشكيل الحكومة سوى تجسيد لتبعيّته لـلحزب