ست خطوات اساسيه لبايدن ومن مصلحته تكون لوقف الانهيار في لبنان
مجموعة خبراء في الشأن اللبناني جَمَعَهَم “معهد الشرق الأوسط” ومنظمة “أميريكان تاسك فورس أون ليبانون” أمس قدّموا توصيات ستة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في ما يتعلق بالوضع الراهن، حيث اقترحوا خطوات أميركية عاجلة لفرملة انزلاق البلاد إلى انهيار الدولة الكامل.
وفي مقالهما، حذّر الكاتبان من أنّ إصلاح انهيار الدولة يستغرق عقوداً، موضحيْن أنّه من شأنه أن يؤدي إلى عودة تنظيميْ “داعش” و”القاعدة”، وتدفق اللاجئين اللبنانيين والسوريين إلى قبرص وأوروبا وإلى توسع إضافي لنفوذ “حزب الله”.
وهنا، شدّد الكاتبان على أهمية الجهود الديبلوماسية المنسقة لتلافي “عقود من الفوضى الإضافية” في لبنان، مؤكديْن أنّ لدى إدارة بايدن مصلحة وقدرة على قيادة جهد دولي مماثل.
وإذ بيّن الكاتبان أنّ المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم، كتبا: “تتناول توصيتنا الأولى العجز الأساسي في الحكم والإرادة السياسية. إذ تهرّبت النخبة السياسية الحاكمة الفاسدة لفترة طويلة من المسؤولية، فتدهوَرَ الوضع الاقتصادي والاجتماعي ما أدى إلى تداعيات إنسانية واجتماعية خطيرة”.
وتابع الكاتبان: “ينبغي أن تتعاطى جهود دولية منسقة، تقودها الولايات المتحدة وتشمل فرنسا ودولاً خليجية رئيسية، مع لبنان، كما ينبغي أن تضغط هذه الجهود على قيادة البلاد السياسية من أجل التحرك بسرعة وتشكيل حكومة كفوءة ونظيفة الكف وذات عقلية إصلاحية”.
في ما يتعلق بالتوصية الثانية، فهي تنطوي، بحسب الكاتبيْن، على إنشاء صندوق دولي للمساعدات الطارئة بهدف الحد من الفقر وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي ومساعدة قطاعي الصحة والتعليم المعتثريْن، وتوفير تمويل قصير الأمد للأعمال من أجل الحفاظ على الوظائف الأساسية واستعادتها.
وأضاف الكاتبان: “ومن شأن الصندوق أن يعمل مباشرةً مع المجتمع المدني اللبناني والوكالات الدولية تفادياً لمخاطر فساد الدولة (اللبنانية) الناجم عن التدخل الحكومي”.
على مستوى التوصية الثالثة، فهي تدعو إلى مواصلة دعم الجيش، إذ حذّر الكاتبان من أنّ “انهيار الجيش يعني انهيار الدولة اللبنانية الكامل”.
وقال الكاتبان: “يتعيّن على الولايات المتحدة العمل مع أصدقائها في الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي خلال هذه الأزمة من أجل توفير دعم لمساعدة العسكريين وتمكين الجيش من مواصلة دوره الأساسي في البلاد”، على أنّه يُتوقع منه “مواصلة احترام حقوق الإنسان والحقوق المدنية وحق المواطنيين في التظاهر السلمي”.
توازياً، بيّن الكاتبان أنّ موجز السياسيات الذي خرج به الخبراء بعد اجتماعهم تضمن أيضاً ثلاثة جهود طويلة الأمدة: العمل مع حكومة لبنانية جديدة لتحقيق لتعافي البلاد اقتصادياً ومالياً، وتكثيف جهود إدارة بايدن الرامية إلى تعزيز الديمقراطيات حول العالم، وأخيراً مكافحة الفساد بشكل فاعل.
في ختام مقالهما، بيّن الكاتبان أنّ العلاقات الأميركية-اللبنانية تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، مشدّديْن على أنّ انهيار لبنان سيؤدي إلى تداعيات مكلفة وطويلة الأمد، وعلى ضرورة تحرّك إدارة بايدن بسرعة مع أصدقاء واشنطن وحلفائها لتلافي انهيار لبنان الكامل ومساعدة اللبنانيين.