من البيسي التي تنوّي الى اللّحيسي لمنصب وزاري… صفعة شينكر موجِعَة… لا؟!

لولا بعض التحرّكات الداخلية المتعلّقة بتشكيل الحكومة الجديدة، لكنّا اعتقدنا أن لبنان بات بلا سياسيين.
من “البيسي” التي “تنوّي” في آخر أزقّة لبنان، وصولاً الى أكبر الملفات الاستراتيجية، باتت فرنسا مركز النّقاشات وبَلْوَرَة الأفكار والطروحات حول الملف اللّبناني.
فلولا بعض التحرّكات الداخلية المتعلّقة بتشكيل الحكومة الجديدة، لكنّا اعتقدنا أن لبنان بات بلا سياسيين. وهو كذلك بالفعل، انطلاقاً من أنه حتى الحركة السياسية الحكومية لا تشكّل “بلبل” الأحداث بحدّ ذاتها، طالما أن أساسات البناء السياسي لا تزال غير متوفّرة بَعْد.
هل نحن أمام حكومة “أكل وشرب”؟ هل نحن أمام حكومة مهمات؟ لا أحد يهتمّ بذلك طالما أن الموفدين الدوليّين، ومن بينهم مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، أكد المُؤكَّد، من خلال حراكه في لبنان، وهو القيام باستطلاع أميركي -دولي للقوى المحليّة التي يُمكنها أن تتسلّم السلطة في لبنان، من خارج أُطُر استنساخ (السلطة) الحالية نفسها. وهو ما يعني أنه عندما تتوضّح تلك الصّورة، سيتمّ الإفراج عن خيار الإنتخابات النيابية المبكرة.
قانون جديد
أشار العميد المتقاعد جورج نادر الى أن “الإنتخابات النيابية المبكرة وردت في ورقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولكنّها تحتاج الى قانون انتخاب جديد. فالقانون الحالي مُفَصَّل على قياس القوى السياسية التي أقرّته، وسط تبادل للمصالح في ما بينها”.
ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى “أننا نرفض هذا القانون، وأفرقاء انتفاضة 17 تشرين الأول لديهم طروحات تتعلّق بهذا الملف. ونعترف بوجود اختلاف في الرأي حوله، بسبب “نقزة” لدى الأقليات من الذهاب في اتّجاه اعتماد قانون على أساس لبنان دائرة واحدة مثلاً، أو على صعيد الدوائر الكبرى”.
وقال:”نتفهّم مخاوف الأقليات المسيحية والدرزية في لبنان، ولكن لا يمكن العيش في التقوقُع. ويُمكن أن يشكّل مجلس الشيوخ عامل اطمئنان. إذا ذهبنا في اتّجاه اعتماد لبنان دائرة واحدة بالقيد الطائفي حالياً، على مرحلتَيْن أو دورتَيْن، ستخفّ النّعرة الطائفية في تلك الحالة، وتتلاشى الأحزاب الطائفية، وهو ما يُمكنه أن يكون مترافقاً مع تأسيس أحزاب علمانية تؤسّس للتوجّه نحو اعتماد قانون انتخاب يقوم على أساس لبنان دائرة واحدة، وخارج القيد الطائفي، في شكل مقبول من قِبَل كلّ الفئات اللّبنانية مستقبلاً”.
عَدَم استنساخ
وأوضح نادر أن “خطة ماكرون ليست فردية، بل انها منسّقة مع الأميركيين والإتحاد الأوروبي. وهو قال للسياسيّين في وجههم مباشرة، وبوضوح تام، إن لا ثقة بهم، وهو ما ينسحب أيضاً على كلّ التحركات الأميركية والدولية التي تحصل في لبنان”.
وشدّد على أن “الطبقة السياسية اللّبنانية فقدت الشرعية الدستورية، والثّقة الشعبية والدولية، وهي باتت ساقطة عملياً في نظر المجتمع الدولي، إذ لا دولة حول العالم تثق بالمسؤولين اللّبنانيّين. ونلاحظ من خلال حَراك شينكر أن الخطاب الوطني واللّاطائفي واللّامناطقي لمكوّنات انتفاضة 17 تشرين الأول، يجتذب المجتمع الدولي كلّه. وهذا يعني وجود تطلّع دولي الى أن تُدخِل الإنتخابات النيابية المبكرة هذا الجوّ الى البرلمان اللّبناني الجديد، والى عَدَم استنساخ الجوّ السياسي والحزبي اللّبناني الذي فُقِدَ الأمل منه دولياً”.
وأكد أن “كلّ من في الداخل يربطون الأمور بنتيجة الإنتخابات الرئاسية الأميركية. ولكن ما بات معلوماً على المستوى الدولي هو أن لا شيء في السياسة الأميركية سيتغيّر، حتى ولو لم يُنتَخَب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولاية رئاسية جديدة”.
وختم بالدّعوة الى “وجوب تخصيص الوقت الكافي لتمكين اللّبنانيين من النّهوض مجدّداً، وإيجاد كلّ المفقودين بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، وإدخال الأولاد الى المدارس، ووقف نزيف الهجرة”.