بوارج حربية وتواجد عسكري.. ماذا يُحضر للبنان؟…*
لا شك في ان هول وقوة عصف انفجار مرفأ بيروت المدمر الذي ادى الى سقوط 177 شهيدا و6000 جريحا و30 مفقودا اضافة الى الدمار والخراب الذي لحق بممتلكات وأرزاق الناس في العاصمة، ادى الى تعاطف دولي كبير والى كسر الحصار الذي كان ظاهرا بشكل واضح على الدولة اللبنانية وسياسييها، حيث ازدحم مطار بيروت الدولي بالطائرات المحملة بالمساعدات الطبية والغذائية لنجدة الشعب اللبناني المنكوب.
كثير من اللبنانيين وقفوا امام هذا المشهد المؤثر في مطار بيروت، حيث فُتحت الجسور الجوية بين بلدان العالم ولبنان لمساعدته وانتشاله من المستنقع الذي وقع فيه، ولكن فجأة وبعد مرور أيام بدأ المشهد يختلف بالشكل والمضمون، فالبوارج الحربية بدأت تزدحم امام مرفأ بيروت وضمن المياه الاقليمية اللبنانية، من البارجة الحربية البريطانية HMS Enterprise الى حاملة المروحيات “تونير” التابعة للبحرية الفرنسية وعلى متنها طاقمها الكامل من جيوش ومعدات لتوصل المساعدات الى لبنان والبقاء في مينائه. كما انها ليست الوحيدة التي سترسو في بيروت، إنما وفقا للمعلومات فان هنالك بارجة حربية اميركية تقترب من الشواطئ اللبنانية.
لم تقتصر الامور على التواجد ضمن أو قبالة الشواطئ اللبنانية بل ورغم الرفض الرسمي للدولة اللبنانية للتحقيق الدولي بدأت فرق تحقيق عسكرية أجنبية (فرنسية، روسية واميركية) القيام بتحقيقاتها في مسرح الجريمة كما كان مستغربا ايضا انه وبعد مرور ايام على كارثة بيروت وبعد الانتهاء من مرحلة معالجة الاصابات وإيجاد أماكن لها في المستشفيات، كان عدد من الدول وفي مقدمتها روسيا، ايران، قطر والاردن قد قامت ببناء مستشفيات ميدانية مع تواجد عسكري لكل دولة بشكل ملحوظ.
ومع تحول مشهد المساعدات الانسانية الى قواعد عسكرية، وظهور عسكري بشكل علني، استذكر اللبنانيون ما حصل مع دول عربية شقيقة ابتداء من سوريا والعراق واليمن وليبيا من خراب ودمار وحروب، الامر الذي ادى الى تسلل الخوف الى قلوبهم خوفا على حياتهم وعلى بلدهم من هذا المشهد، متسائلين عما يُحضر للبنان، خصوصا مع بروز ازمتين كبيرتين الاولى دولية في البحر المتوسط حيث التوتر بين تركيا وفرنسا واليونان بسبب تنقيب تركيا عن الغاز حيث يتسابقون الى نشر الاسلحة البحرية استعدادا لمواجهة عسكرية، والثانية في الداخل اللبناني حيث بدأ يظهر شد الحبال مع حزب الله في موضوع تشكيل الحكومة التي يبدو ان امامها طريقا طويلا.