اجتماع قيادات طرابلس انتهى بوعود فضفاضة، وميقاتي يلتزم باجراءات عملية
انتهى الاجتماع الذي ضم قيادات وفاعليات من مدينة طرابلس تحت اسم “هيئة التنسيق – طرابلس الفيحاء” الذي عقد في معرض رشيد كرامي الدولي، كما كان يتوقع له اقله بالنسبة لشريحة كبيرة من المواطنين الذين سئموا من هذه القيادات ومن طريقة تعاطيها مع مشاكل وهموم طرابلس وبقية مدن الفيحاء.
الاجتماع الذي خصص للبحث في آلية دعم صمود ابناء المدينة ومساعدتهم في مواجهة تداعيات الازمة الاقتصادية في ظل حالة التعبئة المفروضة بسبب كورونا، لم يكن على المستوى المطلوب لا شكلا ولا مضمونا .
في الشكل غابت عن الاجتماع قيادات سياسية ابرزها نائب تيار المستقبل سمير الجسر ، و وبعض الوزراء السابقين اذ ارسل الوزير محمد الصفدي ممثلا عنه، وكذلك تغيب الوزراء رشيد درباس، وسامي منقارة ، فضلا عن تغيب مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار والاهم من كل ذلك غياب بلدية طرابلس ، المفترض ان تكون الحاضر الابرز في هكذا اجتماع يبحث قضايا معيشية وتنموية واجتماعية ينبغي انها من صلب عمل اي بلدية .
اما في المضمون، فالبيان الختامي الذي صدر عن المجتمعين لم يكن سوى تكرارا لوعود سمعها ابناء المدينة وملوا سماعها ، ولم يكشف عن أية تقديمات عملية اقله في المدى المنظور ، ولولا الكلام الذي صرح به الرئيس نجيب ميقاتي قبيل بدء اللقاء وتأكيده ” انه لن يجوع احد في طرابلس”، لكان الاجتماع اشبه بحفلة التقاط صور ولا يستحق عناء حضور الأجهزة الامنية وما ترتب على ذلك من تكاليف مالية وجهد وتعب.
ربما راهن بعض ابناء المدينة على هذا الاجتماع المرتقب وكانوا ينتظرون خروج بيان واضح وصريح يحدد الخطوات العملانية التي سوف يتم اتخاذها ويكشف عن ارقام مالية تقدم للمحتاجين في المدينة بأسرع وقت ممكن .
ورهان البعض ربما يكون مبررا في ظل حجم الازمة التي تواجهها طرابلس ومعها مدن الفيحاء والحاجة الملحة التي تفرض على جميع مكونات المدينة التكاتف والتضامن وتقديم المساعدة اللازمة تفاديا للانفجار الاجتماعي الذي يخشاه كثيرون بطرابلس، بسبب ارتفاع منسوب البطالة في مدينة يقطنها اكثر من نصف سكانها الأصليين من ابناء القرى الوافدين من الارياف والنازحين السوريين .
لكن القيادات لم تخيب ظن الطرابلسيين وكانت على عادتها الحاضر الغائب عن معاناتهم، الا اذا استفاقت هذه المرة وغيرت من طريقة تعاطيها وبدأت فعليا العمل وفق ما اتفقت عليه وترجمت ذلك أفعالا،وان كان هناك من يرى ان معظم القيادات الحاضرة او التي غابت سوف تعمل على تقديم مساعدات لكن ذلك لن يكون بشكل جماعي لاعتبارات عديدة ، وربما بعضها بدأ فعليا كالوزير السابق الصفدي الذي وزع أموالا على مناصريه والمحسوبين عليه قبل فترة، وقبله الرئيس ميقاتي الذي ما تزال مؤسساته تعمل وتقدم المساعدات وقد جاء وعده الأخير، بمثابة اعلان عن نيته توسيع مروحة التقديمات للمواطنين وربما تكون بمثابة اموال تدفع نقدا او مساعدات عينية.
وتبقى هناك احتمالات ان تبادر بقية القوى الى تقديم مساعدات او ربما يكون بعضها قدم على نطاق ضيق او محدود .