*الأحدب: سأطعن بالإنتخابات برمتها وما جرى ليس عملية ديموقراطية بل اغتصاب للسلطة.*
عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس استهله بالقول: “بعد تأجيل الانتخابات لمرتين، اتيح للناس ان يحاسبوا، ولقد خضنا معركة سياسية بامتياز، في وجه السلطة التي أفقرت وجوعت أهلنا. هذه السلطة سخرت كل مقدارتها للحفاظ على وجودها ضمن تسوية الاستسلام التي عقدوها مع “حزب الله” على مستوى الوطن فلقد سخروا بعض المؤسسات الامنية لخدمة لوائحهم، واستعملوا كل الامكانات المالية بما فيها اموال الدولة، والفضيحة هنا توزيع اموال الهيئة العليا للاغاثة على انصارهم بعد اكثر من خمس سنوات على انتهاء المعارك في طرابلس، ناهيك عن تسخير كل السلطة الادارية لخدمة انصارهم وحماية المخالفين وتشجيع على المخالفات مقابل ولاء انتخابي كما استعملوا أيضا نفس السلطة لتهديد المعارضين بفتح ملفاتهم وتوقيفهم”.
أضاف: “في الانتخابات، شاهد الجميع توزيع الاموال بطريقة وقحة امام الكاميرات وشراء ذمم الناخبين، ثم الدخول مع الناخب الى خلف العازل للتأكد من خياره الانتخابي. وقد اقفلوا مراكز الاقتراع استنسابيا بحيث استمرت عملية الاقتراع مفتوحة بعد الوقت المحدد قانونا للإقتراع حسب مصالحهم. من ناحية اخرى تم تأخير نتائج الانتخابات لساعات ليتمكنوا من اللعب في الصناديق والكل شاهد فتح الصناديق وتم تغيير الظروف واللوائح. وقد سجلت اعتراضات كثيرة على وصول صناديق الى السراي مفتوحة ومنزوع عنها الاختام”.
وتابع الأحدب: “هذا هو جوابهم على حملتنا السياسية. يريدون القول انهم سيستعملون السلطة بالقوة ولا وجود لرأي معارض في طرابلس والمنية والضنية، وان خيار طرابلس هو العودة الى ايام الوصاية السورية، وان اهلنا سعيدون بالعيش تحت سيف الظلم والفقر، وان مصباح الاحدب المعارض لا يمثل في طرابلس اكثر من 900 صوت… بصراحة هذه الكذبة لا تنطلي على احد. ويريدون القول ان كل المرشحين الآخرين لا يملكون حتى اصوات عائلاتهم؟ كفيف يعقل ذلك؟ هذه مسخرة”.
وأكد “انها ليست انتخابات بل هي توزيع للمقاعد على فريقين خليجي وسوري، والدليل توزيع الصوت التفضيلي بالتساوي بين سمير الجسر ومحمد كبارة والكل شاهد الحملات بينهما”.
وقال: “انه عمل وزارات واجهزة، ليس قرار الناس، فالاجهزة وضعت مسبقا هذه النتائج وقسمتها بين فريقين الاول اعلن انتصاره في الداخل ووضع يده على البلد، وفريق يتحضر لاستقبال ال11 مليار دولار الآتيه من مؤتمر باريس 4 ليتقاسمها فيما بينه عبر صفقات وستتبخر الاموال كما جرى في مؤتمرات باريس 1 و2 و3”.
وتابع: “ما جرى بصراحة هو عملية اغتصاب للسلطة وليست عملية ديمقراطية، فهم استعملوا كل امكانات الدولة ليستمروا بسرقتنا. وهنا، انا لا اتوجه لهم بل الى الدول المانحة التي كان لديها مراقبين على الارض، ولا يمكن الا تكون قد شاهدت ما جرى ونأمل ألا يتم غض النظر عن هذه الفضائح وأن لا تعتبر هذه المهزلة عملية ديمقراطية.
ان هذه الانتخابات المسخرة ليست اهانة للبنانيين فقط، بل لكل الدول المانحة التي يدفع ابناؤها الضرائب لتسرق عبر صفقات في لبنان على يد طبقة سياسية فاسدة.
بعد كل ما جرى، أعلن انني لن اسكت على اغتصابهم للسلطة باسم الديمقراطية، وان ثقة اهلنا المسروقة غالية علينا ولن نفرط بها، لذلك فإنني سأتقدم بطعن بالعملية الانتخابية برمتها ونتائجها، فأهلنا لن يقبلوا ان يكونوا شاهدي زور على تزويرهم ومصادرتهم لقرار الناس”.
واعتبر الأحدب ان “هذه الانتخابات الفتنة افرزت نتائج خطيرة في ظل تسويات المصالح، فدفعت البلد الى حافة حرب جديدة، فما يجري في بيروت خطير جدا ويتيح لأي طرف يتربص شرا بالبلد الاستفادة منه”.
وقال: “هنا لا اتوجه الى الحكام بل الى الشعب اللبناني: اياكم واللجوء الى العنف والاقتتال، فحكامنا تجار ومصالحهم تبقى مؤمنة، فيما انتم من سيدفع الثمن. ألا ترون شبابنا الذين حرضوهم على القتال كيف هم في السجون اليوم وحكامنا لا يستجيبون لمطلب اهلهم بإصدار قانون عفو عنهم؟”.
وختم: “حافظوا على هذا البلد فاذا تفلتت الامور من عقالها سقط الوطن في الهاوية، فلعبة الشارع خطيرة احذروا منها وانتم من سيدفع الثمن فلن يحميكم أي حاكم. وسأبقى في طرابلس متمسكا بقيمها وثقافتها وتاريخها ومشواري برفقة اهلها طويل”.