المشنوق يعيد إنتاج نفسه بنشر الحقد على بهاء الحريري والإساءة لسعد الحريري
يُصِرّ الوزير الأسبق نهاد المشنوق على تذكير اللبنانيين به، وهم الذين يفضّلون لو أنّه يُطوى من ذاكرتهم لأنّه يمثّل أحد أسوأ نماذج السلطة التي عرفوها، حتى بات يصلح على فترة وجوده في السلطة مقولة “تنذكر وما تنعاد”، لم نشهد من الشيخ بهاء الحريري وفريقه ردوداً وانزلاقاً للسجالات العقيمة التي يفتعلها المشنوق وآخرون، لأنّه يركز على العمل والإنجاز، وعدم السماح لمروجي الأحقاد الشخصية بتضييع الوقت عليهم، لكنّ ما دأب عليه هذا المشنوق مباشرة أو عبر كتَبَةِ السوء لديه، وأمام حجم التضليل الذي وصل إليه، كان لا بُدّ الردّ وتوضيح بعض النقاط الأساسية على ما كتبه فتى المشنوق زياد عيتاني تحت عنوان “بهاء الحريري: طريقك مسدود”، فنقول وبالله التوفيق:
أولاً، لولا منصّةٌ يستعطي بها المشنوق على بعض مواقع التمويل، لما ذكره أحد من العالمين، إلاّ بذكرى مؤلمة خلال توليه وزارة الداخلية، وما شهدته في أيّامه من ظلم وتجاوز للعدالة وفساد، بالشراكة مع “عصابة أشرار” حوّلوا دوائر الدولة إلى مراتع للفساد، ما بين مراسيم التجنيس المدفوعة وشبكات النافعة التي طالته سهام فسادها مباشرة ومداورة
ثانياً، أتساءل مع غيري من اللبنانيين، ما سرّ هذا الحقد الذي يحمله المشنوق لآل الحريري، فهو يناصب بهاء الحريري العداء الفاجر، وينتقد سعد الحريري ويعتبره فاشلاً، ثم يتنطّح لإشعال الفتنة بين الإخوة وداخل البيت الواحد، وهذا دورٌ يحفظه له من وقعوا ضحيته في تاريخه الطويل الذي كان موضع شكّ دائم لدى الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
أمّا في الردّ على ترهات المشنوق من “أساسه”، فيمكن تحديد النقاط الآتية:
لا يمكن وضع ما يقوم به بهاء الحريري في إطار الرغبة الشخصية البحتة في العمل السياسي، بل إنّه لم يتقدّم في هذا المضمار إلاّ بعد اشتداد حاجة المجتمع لعودته وفق مشروعٍ سياسي وطني تنموي، لا يرفضه إلاّ كلّ مستفيد من حالة العجز السائدة.
تفكيك مزاعم المشنوق
زعم المشنوق “أنّ السبب الرئيسي لفشل محاولات بهاء الحريري المتكرّرة دخول السياسة وزواريبها، أنّه سبب بنيوي موجود بشخصه ويُختصر بثلاثة أسباب:
ــ قلّة الكفاءة: وهنا نسأل ماذا يمتلك المشنوق من كفاءة سياسية وإدارية، وأين كانت كفاءتُه في وزارة الداخلية وفي النيابة، ومع امتلاك بهاء الحريري كفاءة ذاتية في الشأن الاقتصادي خوّلته أن يُنفِق في السياسة والإعلام من جبيه، لا أن ينتظر من يدفع له لقاء بيع المواقف، كما يفعل المشنوق تماماً. ويكفي بهاء فخراً أنّه بقي ثابتاً على مبادئه وقناعاته ولم يبدِّل ولم ينقلب على ناسه وبيئته الحاضنة، كما فعل المشنوق.
– غياب الكاريزما: زعم المشنوق بأنّ بهاء الحريري يفتقر إلى الكاريزما المحبّبة عند الناس، وهنا نتساءل عن الكاريزما الطاغية للمشنوق، وهو الذي يذكر اللبنانيون جملته الشهيرة ذات يوم “أنت ما بتعرف حالك مع مين عم تحكي؟”.
والحقيقة هي أنّ الكراريزما عند المشنوق ليست سوى التكبّر والعجرفة على الآخرين، وهنا نذكّره بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:”الكبرياء ردائي. من نازعني فيه قصمتُه”.
أمّا بهاء الحريري، فإنّه يتصرّف على طبيعته مع الناس ويعبّر عن أفكاره بتلقائية وصراحة، وليس مضطراً لاستخدام أساليبِ مخادعةِ الرأي العام التي يتقنها المشنوق وأمثاله، لكن، نذكره بأنّه يستطيع خداعَ بعض الناس بعض الوقت، لكنّه لا يستطيع خداع كلّ الناس.. كلّ الوقت!
– البخل: حاول المشنوق أن يروِّج البخل عن بهاء الحريري.. حتى يظنّ الناس أنّه حاتم الطائي وأنّه كرمٌ على درب.. بينما يعرف الجميع أنّ المشنوق بالفعل تفوّق على الجاحظيين في بخله على من حوله.. وهو يعمل على استغلال حاجة الموظفين لديه للعمل فيُنقص في حقوقهم ويزيد في مهامهم.. من دون رعاية صحية أو اجتماعية، إلاّ للمحظيين فقط.
أمّا بهاء الحريري، فإنّه حرص طيلة السنوات الماضية على كتمان ما يقوم به من مشاريع تنموية وأخرى خيرية، ابتغاء الثواب وابتعاداً عن التمنين المَنهي عنه في القرآن الكريم، وقد ترجم ذلك من خلال مؤسساته القائمة لتشمل المساعدات العينية في كل المواسم والمحطات، وبدأت منذ العام 2006 عندما سارع إلى إعادة إعمار عدد من الجسور الأساسية التي قصفها العدو الإسرائيلي في عدوانه على لبنان، حيث تعرّضت البنى التحتية للتدمير وخاصة في الجنوب لفصله عن بيروت، فبادر بهاء الحريري إلى إعادة بناء عدد من تلك الجسور، منها جسرا الأولي والبرغوت ومنشآت أخرى أصرّ على أن تبقى مساهماته فيها قيد الكتمان.
حرص بهاء الحريري على مدّ الجسور بين اللبنانيين فبناها مساهمِاً في تعزيز صمودهم، وهو يؤمن بمدّ الجسور على المستوى الوطني، لذلك هو ينطلق في حركته السياسية من مبدأ الوحدة والتعاون والتكامل.
لطالما تصرّف بهاء الحريري على أنّه ابن الشهيد رفيق الحريري، فهو واصل مدّ يد العون للبنانيين على قاعدة أن لا تعلم يمينه بما أنفقت شمالُه، وشملت تقديماته المساعدات العينية، وخاصة فترة الانهيار المالي وجائحة كورونا، فضلاً عن الإمداد بالطاقة وتقديم الخدمات الاجتماعية.. وهو كان ولا يزال حريصاً على إبقائها في مساحة العطاء الكريم لأهلٍ كرام.
أخيراً، يتساءل الجميع عن خلفية مواقف المشنوق وتطاوله على بهاء الحريري وإساءته لسعد الحريري، ويبدو أنّ نهاد ما زال يُمَنّي نفسه بزعامة السنّة لأنّه يظنّ، كما غيره، وبعضُ الظنّ إثم، أنّ إنجازاته تسبقه في بيروت وغيرها من مناطق السنة، لكن الواضح أنّ قدوم بهاء أجهض أحلامه السياسية كما أجهض أحلام غيره ممن حاولوا العبث بالساحة السنية بشعارات خادعة، فالمشاريع السياسية تقتضي الاستقامة والخدمة العامة والاستقلالية في الإمكانات والقرار، وهذه عناصر لا يملك منها المشنوق شيئاً، فليس لديه ما يقدّمه على أنّه إنجازٌ يمكن أن يُسجّل لصالحه أمام الرأي العام، أي أنّ حصيلة مسيرة المشنوق السياسية هي صفرٌ مكعّب وفشلٌ متواصل لا يعوِّضه منصة تبثّ السموم وتبيع الأوهام.
وإذا كان لدى المشنوق ثلاثة أسباب لما يسميه فشل بهاء الحريري في العمل السياسي، فإنّ لدى أغلبية السنة 100 سبب وسبب للتحفظ على عمله هو في هذا المجال، وهنا نستذكر مثال الرجل الذي سُئل لماذا لا تتزوج، فقال إنّ عندي 99 سبباً، وعندما ذكر الأول سقطت البقية.. واللبيب من الإشارة يفهم..