يارا الجريحة: أنا منيحة بس وجي واوا…ووالدها: طائرة إسرائيلية رأيتها في الجو

هي كبيروت جميلة مهما حاولت يد الغدر تشويهها، وأياً كانت البصمات التي ستتركها آثار الانفجار على وجهها… فالطفلة يارا السعيد التي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورتها نتيجة إصابتها في خدها، أثّرت في اللبنانيين كونها صورة مصغرة عما حلّ بالعاصمة وأبنائها من جروح جسدية ونفسية بعد الكارثة الرهيبة

لحظات الفاجعة

يارا كانت جالسة في غرفة المعيشة في منزلها في منطقة الكارنتينا تلعب بالهاتف حين دوى الانفجار وطار الحطام عليها… كانت جالسةً بأمان فوجدت نفسها في لحظة مغطاة بالدم. سارع والدها وليد الذي أصيب هو الآخر بيده ورجله، حملها وصعد في سيارته التي تحطم زجاجها وسقفها، توجه بها مع قريب له إلى مستشفى الروم التي كانت بحاجة هي الأخرى إلى من ينقذها، ومن هناك انتقل بها إلى مستشفى أبو جودة. وبحسب ما قاله لـ”النهار”: “انتظرنا ساعات في الطوارئ حتى حضر الطبيب وخيّط لها وجهها بشكل سريع، ما اضطرني إلى التواصل مع أقاربي في ألمانيا الذين وصلوني بحكيم تجميل لبناني تبرّع بعملية التجميل لابنتي، حيث نقلتها إلى المستشفى الخاص به وأجرى أحد الأطباء فيها العملية لها”.

لملمة الجراح

يارا تحدثت إلى “النهار” من دون أن تعي مع مَن تتحدث ولماذا، كل ما قالته: “أنا منيحة بس وجي واوا”، وعما تطلبه، أجابت: “بدّي لعبه”، قبل أن يواصل والدها الكلام عن ذلك اليوم المشؤوم الذي، كما قال، “كان بسبب طائرة إسرائيلية رأيتها في الجو، قصفت مرتين قبل تغادر المكان، فتحول منزلي إلى خراب. لم يبق نافذة ولا باب ولا فرش إلا وأصبح من الماضي، جمعيات إغاثية بالعشرات تعاين الحطام وتعدني بالتعويض وتذهب أدراج الريح، وأنا أحاول لملمة جراحي كي أتمكن من الاستمرار في هذه الحياة، لا سيما وأني مسؤول عن عائلة مؤلفة من ولدين”.

جروح النفس

يارا، كما قال وليد، في وضع نفسي صعب، “رأت وجهها في المرآة من دون أن تعي ما الذي حصل وشوّه جمالها، هي اليوم في وضع صحي صعب، تخاف من تكرار الأمر، وأخشى عليها بعد أن كدت أخسرها، لا سيما وأن الأطباء أكدوا لي أن الجرح في وجهها سببه قطعة حديدية كون هناك حروق بسيطة تركت آثارها”، وختم: “بعد الذي حصل أتمنى من الله أن يكتب لي الهجرة من لبنان، لأنه لم يعد بلداً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!