هل ينفجر فيروس “كورونا” في طرابلس أم أن الاجراءات البلدية كفيلة بردعه؟
بقلم باسكال أبو نادر
لا تشبه الحياة في مدينة طرابلس هذه الأيام بقية المناطق اللبنانية، ولم تختلف الحياة فيها كثيراً بين ما قبل التعبئة العامة خوفاً من إنتشار فيروس كورونا وخلاله، والواضح أن أهالي هذه المنطقة يكملون حياتهم بشكل أو بآخر كأن شيئاً لم يكن. ازدحام في الشارع، محلاّت تفتح أبوابها والأهمّ إنتقال الصلاة الى الشارع عوضاً عن المساجد.
صحيح أن المدينة المذكورة تعيش فقراً مدقعًا وان بعض أهاليها يتحدّى “كورونا” ليؤمن قوت عيشه اليومي لأولاده، ولكن ما هو صحيح أكثر أن “الفلتان” فيها واضح، و”اللامبالاة” ظاهرة للعيان، أو ربما بعض “الجهل” من بعض الناس على حدّ ما يصف المشهد رئيس بلدية طرابلس رياض يمق.
“تضمّ بلدية طرابلس من 600 الى 700 الف نسمة”. وهنا يشير يمق عبر “النشرة” الى أن “منطقة الضم والفرز، منطقة المطاعم والملعب البلدي جميعها مقفلة، لكن الأسواق لا نستطيع إقفالها لأنه هناك من سيموت من الجوع عندها”، مشيراً الى أن “الفقر كبير في هذه المدينة، ولتجنب ما يحصل قدمنا 3 مليار ليرة مساعدات للأهالي، هي عبارة عن 40 الف حصّة غذائية ستوزّع عبر قسائم شرائيّة وكل قسيمة بقيمة 75 الف ليرة وقد بدأنا عمليّة التوزيع وهناك فرق تعمل على الارض”.
ولا تعتبر ظاهرة الحياة الطبيعية وحدها الغريبة في طرابلس، فهناك أشياء أخرى ظهرت مؤخرا كالصلاة الجماعيّة في الشارع عوضاً عن المساجد. وفي هذا السياق يكشف يمق أنه وحتى “الساعة تحصل الصلوات في أماكن معيّنة ولكن ليس بشكل علني”، لافتا الى “وجود مسجد في ساحة الدفتردار لا تزال تحصل فيه الصلوات، والاسبوع الماضي كان هناك آخر في التبانة وأُقفل”، مشددا على أن “هناك جوامع ليست تابعة لدار الفتوى”.
هنا تشير مصادر “النشرة” الى أن “الجيش اللبناني يسعى الى معالجة هذه الظاهرة “بحكمة” لما لهذه المدينة من وضع، وهو لم يقدم على افتعال “مشكلة” مع المصلّين بل يسعى الى حلّ الامور برويّة، خصوصا وأنّ البعض يتعامل على قاعدة أن “لا يصيبنا الا ما كتب الله لنا”.
يعود رئيس بلدية طرابلس ليؤكد أن “ليس لدينا احصائيات صحيحة عن عدد الاصابات في طرابلس، والعدد الاكبر من اهالي المدينة لم يجروا فحوصات”، شارحا أننا “نحضّر آليّة ونقوم بتجهيز مركز الملك فهد ليكون لادارة الكوارث، كذلك سنسعى لتخصيص أوتيل “كواليتي إن” كمركز للحجر الصحي”، مضيفا: “اذا تفشّى الوباء في المدينة سنضطر الى اقفال الاسواق ومنع التجول ولو بالقوّة ولكن عندها سنضطرّ لتأمين البديل”. بدورها اشارت المصادر الامنيّة الى أن “الاكتظاظ في المدينة كبير وهناك عائلات مؤلفة من 8 الى 10 اشخاص، والواقع مأساوي”، مؤكدة أن “مشروع الحكومة يساعدنا على ضبط الوضع”.
بنفس الوقت تشير المصادر الى أنه “وعندما نسأل عن وضع الكمامة يأتينا الجواب أنه بثمنها نؤمن “ربطة الخبز” للعائلة”، لافتة الى “جهود تقوم بها القوى الامنية لضبط الوضع مع الفعاليّات والبلديّة”.
لا شكّ أن واقع طرابلس “أليم” فهذه المنطقة التي تعيش بين مطرقة الفقر وسندان الجهل مهدّدة أن تنفجر اذا لم يضبط الوضع، وقد تكون قنبلة لتفجير الوضع الصحي في البلاد أيضاً… فهل تنجح الدولة في المعالجة أم أن خلف هذا التمرّد “دافعاً” أبعد من الفقر والعوز؟!.