هل نقول وداعاً لرياضة الجمباز في لبنان؟

كواليس “الإتحاد اللبناني للجمباز”، فبعبد إستقالة أربعة من أعضاء الهيئة الإداريّة، بسبب إعتراضهم على إنتخاب رئيس جديد للإتحاد يفتقر إلى الحدّ الأدنى من الإلمام برياضة الجمباز وإدارتها، “وفقاً لما أكّده بعض أعضاء الهيئة المستقيلين”، تراجع إثنان منهم دون توضيح رسمي للأسباب، ممّا أثار علامات إستفهام حول خلفيّات هذا القرار…
أمّا العضوان المستقيلان، فيعتبران من أهم الرّكائز في الإتّحاد، لما لهما من معرفة واسعة وخبرة لا تقلّ عن “أربعين سنة” مما جعلهما من الأعمدة الأساسيّة التي ساهمت في قوّة الإتحاد، وفي ظلّ هذه التطوّرات يبقى سؤالان:
السؤال الأوّل: عقب إستقالة أربعة أعضاء من اللجنة، فإنّ إستقالتهم تؤدّي إلى انهيار هيكل اللّجنة بالكامل، ممّا يوجب إجراء إنتخابات جديدة في غضون خمسة عشر يوماً “بحسب القانون الداخلي للإتحاد” فلماذا لم تسقطّ اللّجنة إذاً؟ وهل يحقّ للعضوين التراجع عن إستقالتهما بعد تبليغ الإتحاد بشكل رسمي؟
السؤال الثاني الأهمّ: مع غياب أشخاص ذو خبرة من اللجنة الإداريّة، كيف سيؤثر ذلك على تطوّر اللعبة واستمراريتها؟ فغياب الكفاءات والخبرات المتخصصة في رياضة الجمباز داخل اللجان الإداريّة والإتّحاد، تشكّل “تهديداً” مباشراً لتطوّر هذه الرياضة، فاللجنة هي “العقل المدبّر” الذي يضع الإستراتيجيات ويحدّد الرّؤى ويشرف على تطوير اللاعبين والمدرّبين والمنشآت.
وعندما تفتقر هذه اللجنة إلى الأفراد ذوي الخبرة العميقة، تصبح القرارات الإداريّة عشوائية، غير مبنيّة على أسس علميّة ورياضيّة، ممّا ينعكس سلباً على تطوير المواهب الشّابّة، وعلى مستوى تمثيل لبنان في المحافل الدوليّة، لأن الجمباز رياضة تحتاج إلى دقّة وتخصّص، لا يمكن أن ينهض إلا بإدارة واعية، ومدركة لخصوصيته، وإلا سنشهد تراجعاً مستمرًّا يهدّد مستقبل هذه الرّياضة في البلاد.
اسم الكاتب: جيزال واكيم شالوحي