هل سيقود الجنرال “جوزيف” البلاد؟
تشير استطلاعات الرأي التي تمت إجراءاتها خلال الفترة الأخيرة إلى تعزيز موقف جوزيف عون كزعيم محتمل للبنان، عون هو قائد عسكري مخضرم يتمتع بعلاقات جيدة مع الجميع ولا ينتمي إلى أي حزب ومن المتوقع أن يقود الانتخابات المقبلة التي ستجرى على مقعد الرئيس، لكن من المتوقع أن يحاول حزب الله و”أمل” منعه من تولي المنصب بحجة “القيود الدستورية”.
وارتبط اسم قائد الجيش اللبناني جوزف عون، في أذهان اللبنانيين بمعركتين صعبتين: الأولى «معركة الجرود» التي قادها بنجاح أمام مئات المسلحين من تنظيمَي «داعش» و«جبهة النصرة» في 2017، والأخرى حربه الطويلة ضد المحسوبيات والفساد في المؤسسة العسكرية التي تمكن من الحفاظ عليها كواحدة من المؤسسات القليلة الصامدة في بلد يعاني انهياراً شاملاً.
لكن ربما يكون الجنرال الأول في لبنان مقبلاً على المعركة الأصعب في تاريخه على الإطلاق، مع عودة اسمه مرشحاً قوياً لرئاسة الجمهورية، تعوِّل عليه أطراف عدة لملء الفراغ الرئاسي الذي أتم عامه الثاني، والخروج بالبلاد من تبعات حرب طاحنة.
ويرصد المراقبون، تشابهاً بين الأخير وبين الرئيس الراحل فؤاد شهاب الذي كان أول قائد للجيش يصبح رئيساً للجمهورية وشهد عهده إصلاحات واسعة، فقائد الجيش يشبه المجهول الذي كأنه فؤاد شهاب الملقب بالصامت الأكبر لا يمكنه أن يقول كلمة لا يستطيع تنفيذها، ولذلك يتعامل الجميع معه برهبة.
وبحسب مصادر سياسية، وفي إطار مساعٍ تهدف إلى منع تفاقم الأوضاع وتجنب اجتياح إسرائيلي محتمل لبيروت تجري حاليًا مفاوضات عربية مع القوى السياسية اللبنانية لانتخاب وزير الدفاع جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية، لاسيما وأن القوات المسلحة اللبنانية تمثل حجر الأساس في أي تسوية بعد الحرب في لبنان.
وتتركز المفاوضات على تنسيق الجهود من خلال اللجنة الخماسية، المكونة من سفراء دول عربية في لبنان، التي تسعى بالتعاون مع جهات دولية ومحلية إلى إيجاد مخرج للأزمة الراهنة، حيث تتواصل اللجنة مع القيادات اللبنانية لضمان توافق سياسي واسع، يتضمن دعم انتخاب جوزيف عون في ظل الجمود السياسي الحالي.
ووفقا للمصادر، يتولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي قيادة الاتصالات الداخلية، بالعمل على التنسيق مع مختلف القوى السياسية اللبنانية لتسريع عملية الانتخاب وتجاوز الخلافات الداخلية، في محاولة لمنع المزيد من التصعيد وتدهور الأوضاع.
وفى ديسمبر الماضي، صدق البرلمان اللبناني على مدد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون عاما إضافيا، وجاءت هذه الخطوة قبل 25 يوما من إحالة عون إلى التقاعد، خشية حدوث شغور في قيادة المؤسسة العسكرية على غرار ما هو حاصل في موقع رئاسة الجمهورية، في ظل حكومة تصريف أعمال محدودة الصلاحيات.