هل تعزل الأزمة مع السعودية “الحـــــزب” داخلياً؟
تستمر الازمة الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج بالتوازي مع حراك عربي علني ومساعي غربية بعيدة نسبيا عن الاعلام تهدف الى ايجاد حلول وسط تعيد المياه الى مجاريها او اقله تؤدي الى تخفيف حدة الازمة وهذا هو المطروح حاليا.
لكن في ظل هذه الازمة، بدأ النقاش السياسي في لبنان يأخذ اتجاهات مختلفة، منها المرتبط بشكل المواجهة السياسية الداخلية التي فتح لها النائب وليد جنبلاط بابا جديدا بالامس سمح للمتابعين بطرح امكانية عزل “الحـــــزب ” على طاولة النقاش.
أعاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي امس تموضعه، أقله في ما يتعلق بالعلاقة مع السعودية والخليج العربي وابتعد عن سياسته الحيادية التي إعتمدها في الاشهر الماضية، ففتح النـــــار السياسية على “الحـــــزب ” بعد ان كان يتجنب الخوض معه في اشكالات مباشرة.
تصريحات جنبلاط اعادت الحـــــزب الى دائرة الاشـــــتباك السياسي مع القوى التقليدية، فبإستثناء تيار المستقبل الذي لم يخض حتى الان في الاشـــــتباك السياسي العنيف مع الحـــــزب، باتت حارة حريك في مواجهة مع قوى الرابع عشر من اذار ككل، اضافة الى قوى ١٧ تشرين.
الاخطـــــر في موقع الحـــــزب الحالي، الذي لا يزال يحافظ على عوامل قوته، ان حلفاءه ليسوا الى جانبه في هذه المواجهة تحديدا، فحركة امل لا تريد خوض اي اشتباك سياسي او اعلامي مع السعودية، كون العلاقة تارخيا بين الطرفين ايجابية.
كذلك لا يبدو العهد او التيار الوطني الحر مستعدا لخوض معركة خصمه “تيار المردة” حتى لو كان الحـــــزب طرفا فيها،
ما يعني انه سيبقى بعيدا عن المواجهة مع الرياض اقله خلال هذه المرحلة التي لا يرى فيها رئيس التيار جبران باسيل الا الخسائر السياسية لخصمه سليمان فرنجية.
هكذا بات الحـــــزب عمليا من دون حلفاء اقوياء في مواجهـــــته مع الرياض، في حين ان خصومه عادوا، كما حصل مع جنبلاط،
الى التعصـــــيد الخطابي ضده، فهل يستطيع الحـــــزب البقاء على موقفه؟ ام انه سيقوم بالتراجع سياسيا واعلاميا؟