من قلب ساحة النور… ها قد عدنا يا غورو

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

قال الله تَعَالَى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً.

 

يعبّر #مربط_المشرق_العربي بكل فخر عن تهانيه لجميع الأحرار العرب على النصر التاريخي الذي تحقق بفضل الله في 8 كانون الأول 2024، بتحرير دمشق الشام، لؤلؤة الشرق ومهبط المسيح، من قبضة نظام جائر استمر لعقود في قمع الشعوب وإفقارها.

 

هذا النظام، بحلفائه ووصايته على لبنان، استمر واستنسخ نفسه مرارًا وتكرارًا تحت ذرائع “الاستقرار السياسي” الذي روّج لها حلفاؤه، وذلك بتوفير ما رأوه القدر الكافي من التخويف والتدعيش، الذي كانت الطائفة السنية وطرابلس الفيحاء ضحيته الأبرز.

 

#زمن_الوصاية

 

الطائفية السياسية، التي تشكل أساس الوصاية وأولى أدواتها التي يُقسَّم بها الداخل كما يُقسَّم بها الخارج، هي الإرث السياسي الذي تركه هنري جوزيف غورو، المفوض السامي الفرنسي في سوريا ولبنان، وإحدى مخلفات انتدابه الذي أراد من خلاله إهداء “الحضارة” لشعوب المنطقة. بلغ هذا الإرث ذروته في النظام البائد الذي انتهى في 8 كانون الأول 2024، حيث مثّلت وصايته آخر فصول تلك الحقبة وأضعف تجلياتها.

 

نحن في #مربط_المشرق_العربي، أبناء الطائفة السنية في طرابلس، عانينا الأمرّين من النظام السياسي الطائفي الذي هدد أمننا الاقتصادي، حيث تم استهداف مشاريعنا الإنمائية طائفياً بحجة التغيير الديموغرافي المزعوم، رغم أنها مشاريع أقيمت في مناطق مختلطة تخدم جميع المواطنين دون تمييز. هذه التعدّيات ليست سوى انعكاس لتحجّر الهواجس الطائفية وغياب رؤية وطنية شاملة، وهو غياب تسبّب به زعماء الطائفية الذين تحوّلوا إلى حرّاس لهيكل الفساد ورعاة للوصايات الخارجية والمحسوبيات التي تنهش كيان الدولة ومؤسساتها.

 

#دولة_لبنان_الكبير

 

قبل قرن، أعلن هنري غورو، المفوض السامي الفرنسي، قيام دولة “لبنان الكبير” في 1 سبتمبر 1920.

 

من خلال هذا الإعلان، كرّست فرنسا هيكلية طائفية قسّمت الوطن الواحد وحوّلته إلى رهينة لإقطاعيي الطوائف. كما أنها وضعت دستورًا مليئًا بالشوائب الطائفية، مما مهد الطريق لنظام سياسي لا زال لبنان يرزح تحت وطأته الى الآن.

 

اليوم، يستمر اللبنانيون في دفع ثمن الطائفية التي أرساها ذلك الإعلان قبل قرن. فقد أصبحت المحاصصة الطائفية، التي أُسست لحماية الوصاية الفرنسية، منظومة فساد متجذرة تنخر مؤسسات الدولة وتعطل تحقيق العدالة والتنمية.

 

فهل نسي اللبنانيون أم تناسوا أن الفرنسي دخل إلى المنطقة محمّلاً بهواجس الاستعمار وأطماع الهيمنة؟

 

#غورو_عند_قبر_صلاح_الدين

 

فبعد أن تمكن جيش غورو من فتح معبر له في ميسلون على الحدود اللبنانية السورية في 23 يوليو 1920، دخل مسارعاً إلى دمشق ..

 

وتوجه إلى قبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأموي ..

 

وقال كلمته الشهيرة: #ها_قد_عدنا_يا_صلاح_الدين!

 

#إعلان_وطني

 

بعد تحرير 8 كانون الأول 2024، وصل الأمر إلى مرحلة اصطفاف كبير، وعلينا أن نتعامل مع الواقع السياسي الجديد، وكأننا نشهد إشراقة شمس جديدة. فمن تاب من أخطاء ماضيه من سوء الولاء والانتماء، فهو سياسيًا اليوم ناجٍ. أما من لا يزال مصرًّا على التنكر من المرحلة، فإننا نبشره بأنّ زمن الوصايات والتقسيم قد اندحر!

 

اليوم، ومن عتبات ساحة النور في طرابلس الشام، عاصمة لبنان الشمالي وقلب ثورة الحرية النابض، تعلن الطائفة السنية بأنها قد اكتفت، وأن شمس #لبنان_الجديد قد بزغت!

 

وها نحن اليوم، وبصوت واحد مع كل #أحرار_المشرق_العربي، نجاهر، وقد مسحنا غبار الحزن عن قبر صلاح الدين، لنقول بفخر:

#ها_قد_عدنا_يا_غورو

 

#مربط_المشرق_العربي

 

www.levantarabians.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!