نتائج الانتخابات الفرنسية: فوز ماكرون وصعود اليمين المتـــ.ــطرف
فاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتو بولاية ثانية في منصبه، لكن المحللين السياسيين يعتقدون أن استمرار صعود اليمين المتـــ.ــطرف سيسبب له صداعا كبيرا خلال السنوات المقبلة.
وبحسب شبكة “سي أن بي سي” الأميركية، “قال جوليان هوارد، رئيس الحلول المتعددة الأصول في شركة إدارة الأصول GAM، للشبكة يوم الإثنين،
“التقارب الفعلي والاقتراب النسبي من التصويت وحقيقة أن مارين لوبان حصلت على أكثر من 40٪، أعتقد أن هذه الأمور تشكل لائحة اتهام شديدة لحالة السياسة الفرنسية وربما في الواقع حالة عدم المساواة ومستويات المعيشة في كل أنحاء أوروبا”.
حصل ماكرون الوسطي على 58.54٪ من الأصوات يوم الأحد، بينما حصلت لوبان القومية واليمينية المتطرفة على 41.46٪.
بالعودة إلى عام 2017، عندما تنازع السياسيان أيضًا في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فاز ماكرون بنسبة 66.1٪ مقابل 33.9٪ للوبان.
وأقرت لوبان، مخاطبة أنصارها في باريس مساء الأحد، بالهـــ.ــزيمة لكنها قالت: “مع ذلك انتصرنا”. وأضافت أن “الأفكار التي نمثلها بلغت ذروتها”، مشيرة إلى أنه في الانتخابات التشريعية المقبلة في حزيران، سيكون حزبها – التجمع الوطني – “معارضة حقيقية” لماكرون والمؤسسة السياسية الفرنسية.
في فرنسا، يعتبر الرئيس أعلى شخصية في الدولة، لكن الانتخابات البرلمانية المقبلة للجمعية الوطنية ستظهر ما إذا كان ماكرون سيكون قادرًا على تمرير قوانين جديدة بسهولة أو مواجـــ.ــهة عقبات صعبة للحصول على أجندته المؤيدة للأعمال وللاتحاد الأوروبي.
أحد التحديات في فترة ولايته الثانية، كما قال ماكرون يوم الأحد، هو توحيد فرنسا”.
تغيير في اللهجة
وتابعت الشبكة، “وقال مجتبى الرحمن، العضو المنتدب في مجموعة أوراسيا الاستشارية، في مذكرة يوم الأحد، ان نتائج لوبان “بما في ذلك غالبية ناخبي الطبقة العاملة والانتصارات في العديد من المناطق الريفية والضواحي،
توضح الانقسامات العميقة في المجتمع الفرنسي والتي ستجعل ولاية ماكرون الثانية مضطربة مثل الأولى”. وتميز أداء لوبان في انتخابات 2022 في تغيير في لهجة الزعيمة اليمينية المتطـــ.ــرفة.
ولاحظ المحللون السياسيون كيف أصبحت أكثر اعتدالاً هذه المرة، متجنبة التركيز على موضوع الهجرة أو موضوع الحشد ضد الاندماج الأوروبي. وبدلاً من ذلك، اختارت لوبان التحدث عن ارتفاع معدلات التضخم وضعف القوة الشرائية للمواطنين الفرنسيين.
قالت جيسيكا هيندز، الخبيرة الاقتصادية في “كابيتال ايكونومكس”، للشبكة عبر البريد الإلكتروني يوم الاثنين، “لا يجب التغاضي عن زيادة نسبة الاقتراع لصالحها. فهذا يظهر أن جهودها الرامية إلى تطبيع حـــ.ــزبها وسياساتها تؤتي بثمارها”.
وبحسب الشبكة، “تمثل انتخابات يوم الأحد المرة الثالثة على التوالي التي تفشل فيها لوبان في أن تصبح رئيسةً لفرنسا. فبعد أن تسلمت رئاسة الحـــ.ــزب من والدها عام 2011، ثم عادت وأطلقت عليه اسم الجبهة الوطنية،
ترشحت لمنصب الرئاسة الفرنيسة في العام 2012 و2017 والآن في العام 2022. ووصلت إلى الجولة الثانية والأخيرة من انتخابات الرئاسة الفرنسية في انتخابات العام 2017 والعام 2022.
صدم والدها، جان ماري لوبان، الكثيرين عندما وصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في عام 2002؛ لكنه هزم من قبل الرئيس جاك شيراك في تصويت ساحق. حصل جان ماري لوبان على 17.8٪ من الأصوات في ذلك العام. وقال الرحمن في المذكرة عينها،
“ومع ذلك، ستجد لوبان صعوبة في البقاء على قيد الحياة خلال السنوات الخمس المقبلة كحاملة للواء اليمين المتـــ.ــطرف الفرنسي.
وستواجه الآن هي وحـــ.ــزبها تحديًا متجددًا من إريك زمور وابنة أختها ماريون ماريشال. كان إريك زمور، وهو أيضًا سياسي مناهض للهـــ.ــجرة ومن اليمين المتطرف،
أحد الأسماء العديدة الجديدة في المشهد السياسي الفرنسي في الفترة التي سبقت انتخابات هذا العام.
كان أداؤه في الجولة الأولى من انتخابات 2022 أضعف مما توقعه منظمو استطلاعات الرأي في البداية، حيث أوعز بعض المحللين إلى موقفه الأكثر عدوانية – لا سيما تجاه اللاجئـــ.ــين الأوكرانيين – كأحد الأسباب.
أما ماريون ماريشال فقد دعمت زمور خلال هذه الحملة. قالت هيندز: “في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2027،
تنص القواعد على أن ماكرون لن يكون قادرًا على الترشح مرة أخرى وقد لا تستطيع لوبان أيضًا الترشح، رغم أنها رفضت استبعاد محاولة الترشح لمرة
رابعة”. وأضافت: “لذلك ربما الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة عن سابقتها، وخمس سنوات هي فترة طويلة”.”
ترجمة رنا قرعة_لبنان 24